التحالف المدني: -لا نحتكر الحقيقة-
التحالف المدني: -لا نحتكر الحقيقة-
سمير طبلة
إداري وإعلامي
(Samir Tabla)
2014 / 1 / 27
بلقاء مع مثقفين عراقيين في لندن
التحالف المدني: “لا نحتكر الحقيقة”
لندن – سمير طبلة:
“إذ نسعى لبناء مجتمع مدني ديمقراطي، فلا نزعم احتكارنا للمدنية ولا الديمقراطية ولا الليبرالية و… لا الحقيقة!” بعض كلمات للدكتور يوسف الإشيقر، أوجزت أهداف التحالف المدني الديمقراطي، في مداخلة بمقدمة لقاء تنسيقية بريطانيا للتحالف بعشرات المبدعين العراقيين، في لندن، مساء 25 كانون الثاني الجاري، الذين لبّوا دعوتها، في باكورة نشاطاتها لدعم قائمة التحالف في الانتخابات النيابية القادمة في العراق يوم 30 نيسان القادم، فيما حالت عاصفة مفاجئة، تزامنت مع توقيت اللقاء، وسبّبت تعطل مواصلات عامة، من حضور عشرات آخرين. فيما بعث كثير منهم اعتذارتهم.
افتتح د. علي شوكت اللقاء، الذي سجلته فضائيات، بترحيب حار بالحضور، والشكر لتجاوبهم الكريم، رغم سوء الأحوال الجوية. وتبعه د. الإشيقر معرفاً بما يمتاز به التحالف المدني بنظافة اليد وعدم تلوثها ووضوح برنامجه لبناء عراق مدني ديمقراطي، بعد استعراضه القوى المشاركة في التحالف، التي بلغت 36 تنظيماً سياسياً وشخصيات وطنية مستقلة. فيما تحدث السيد فيصل عبدالله عن زيارته الأخيرة لبغداد، مؤكداً على ضرورة خروج اللقاء بصيغ عملية تعزّز مكانة التحالف. ونقل تمني لجنة التحالف الرئيسية على تنسيقيات الخارج لرفع معنويات الناخبين العراقيين، أينما تواجدوا، وتجاوز حالة الاحباط، التي عمقتها ممارسات وسياسات القوى الحاكمة، خلال السنوات الماضية. وأشار لتكريس الساسة الحاكمون للتناقضات الطائفية بما يخدم مصالحهم الضيقة. وضرب مثلاً ببغداد، التي يتعايش بها عراقيون من هويات فرعية مختلفة، ناقلاً تعليق الشارع البغدادي عندما تمر سيارة احد المسؤولين بمرافقيها، ونصه “فاتوا الحرامية”! بما يعنيه من دلالات واضحة. مؤكداً ان لا حلول جاهزة حالياً لمعاناة الناس، إلا ان برنامج التحالف ينفرد بالعقلانية والهدوء وواقعية التنفيذ، وابتعاده عن الوعود الكاذبة. مسلماً بحقيقة ان أي تغيير لن يتم إلا بإيادٍ عراقية، وأي اعتماد على قوى اجنبية لن يحل مشاكل البلد.
اما السيد علاء الخطيب فأشار برغبة الجميع الشديدة للتغيير، والبحث عن شكله. وتساءل ما هو الحل؟ مضيفاً “الكل يريد دولة مدنية، وهي ضرورة، ولا طريق واضح للوصول اليها”. مشيراً لحقيقة ان نخب المبدعين والمثقفين هي من يتوجب ان تقود، ويتحمل الاعلاميون دوراً كبيراً للتأثير بالرأي العام. وعدّد بعض ما حققته تنسيقية بريطانيا، داعياً جميع المبدعين لاسناد نشاط التحالف، بوقت يشهد المجتمع تراجعاً في الوعي العام.
تحالف للمستقبل
وكشف السيد عبدالمنعم الأعسم، المسؤول الاعلامي للتحالف، عن ان الأخير ليس تحالفاً انتخابياً فقط، وإنما له مهام مجتمعية للمستقبل، تتلخص بالمساهمة ببناء الانسان العراقي المتحرّر، ومجابهة الطائفية، التي عمّقت التجهيل، وقيادة معارك سلمية في المجتمع تهدف لبناء دولة مدنية ديمقراطية. ولهذا مقومات على الأرض، ليس فقط في البشر المؤمنين بها، بل أكثر بضغوط قوى الردة الظلامية، وجرائمها المروعة. فالعراق بأمس الحاجة لحركة بهذه المواصفات. والانتخابات، على اهميتها، هي واحدة من المعارك. وأفصح عن طموح التحالف لأن يكون القوى الثالثة غير الطائفية، او الرابعة إن اضيف غير القومية ايضاً. مبيناً ان سمعة التحالف في الوسط الاعلامي اكبر من أية قوة أخرى، رغم امكانياتها المادية واعتماد كثير منها على الدعم الخارجي الكبير. وأوجز مهام إعلام التحالف بمخاطبة العقل، والابتعاد عن التشهير، واحترام المقامات والهواجس العامة. وأوضح خطة إعلام التحالف ما قبل بدء الدعاية الانتخابية المسموح بها، حسب تعليمات مفوضية الانتخابات، وما بعدها. ويمكن لتنسيقيات الخارج مساعدة اعلام التحالف في الداخل كثيراً لعدم خضوعها لضوابط الداخل. وعبر عن الطموح ان يضع التحالف بصمات على نتائج الانتخابات القادمة، ويكون له صوتاً في قبة البرلمان، تنتصر للعراق ومصالحه. وأشار الاعسم الى ان المزاج العام يتطور نسبياً للتعاطف مع التحالف.
وأشاد السيد محمد رشاد الفضل ببرنامج التحالف، مقترحاً إبداء اهتمام خاص بالشبيبة والبحث عن إذاعة وفضائية تدعم حملة التحالف الانتخابية. مشيراً لضرورة تشكيل معارضة تعمل كحكومة ظل. اما السيد سلام سرحان فأكد على ضرورة وضوح سياسة التحالف بفصل الدين عن السياسة، وليس عن المجتمع. فيما اوضح د. رضوان الوكيل النيّة لعقد لقاءات وندوات جماهيرية أخرى، وتنشيط عراقيي الخارج لدعم جهود التحالف بالداخل. متمنياً على جميع قوى التحالف النشاط بهذا الجانب. “فالانفتاح اكثر على الجاليات العراقية في الخارج يضمن نتائج افضل للتحالف” حسب تأكيده. وأشار لاهمية التواصل الرسمي مع السفارات وتقديم مطاليب التحالف لتسهيل العملية الانتخابية، فتجارب الانتخابات السابقة في الخارج كانت سلبية في مصادرة الكثير من أصوات الناخبين، بحجّج واهية.
وأشار الفنان التشكيلي علي جبار لحقيقة ان السلطة تملك المال والسلاح، وهو ما لا تملكه القوى المدنية، التي عليها الابتعاد عن مغريات السلطة وعدم التحالف مع قوى الاسلام السياسي، وينبغي اعتماد وثيقة التزامات واضحة تكون لصالح جميع العراقيين. ودعا د. عبدالرحمن جميل للاستفادة القصوى من شبكات التواصل الاجتماعي الالكترونية لوصولها لقطاعات واسعة من الناس. ضارباً مثلاً مفزعاً، عبر مراقبته المستمرة لشبكات التواصل، بأن هناك بين 30 – 50 الف انسان يتواصل مع المتطرفين ويتعلم منهم يومياً. وتمنى على التحالف الاستفادة القصوى من التكنولوجيا الحديثة للترويج لأفكاره، أخذاَ بنظر الاعتبار شحة امكانياته المادية. واقترح القيام بنشاط استعراض قوى سلمي في الداخل.
اما السيد ناظم الجبوري فذكّر بحقيقة ان الفساد والطائفية والمحاصّصة والميليشيات تحكم العراق، والمواطن مستاء بشدة، وينبغي التصدي للمسؤول عن الوضع المأساوي، والناس بحاجة لمن يدافع عن مصالحها بشجاعة، وبغير هذا فلا ينبغي توقع دعمها، أخذاّ بالاعتبار حقيقة ان السلطة طائفية واضحة.
وطالب د. سعدي الشذر بتسمية الأشياء بأسمائها وتشخيص المشكلة. فالطائفية مشاعة في الشارع العراقي، وينبغي الاعتراف بها للحد منها، ومعالجة آثارها الخطيرة. وأضاف ان المطلوب ليس فقط مخاطبة المثقفين وانما المعدمين فهم الاساس. وتساءل إن كان للتحالف المدني موقفاً من مشروع إنشاء محافظات جديدة، كمثال، وهي صرعة انتخابية واضحة.
وعقب د. يوسف الإشيقر ان ما يميز التحالف هو ليبراليته وتعدّد خطابه، ولكن بوجهة واحدة واضحة. فيما أكد السيد عزيز النائب على ضرورة التوجه للشباب واعتماد برنامج واضح ينتصر للعراق وكل أهله.
وذكر الفنان يوسف الناصر ان القوى المتنفذة أقل القوى إهتماماً بالإعلام الموضوعي، وينبغي ان يعتمد خطاب التحالف الاعلامي على مختصين وبأساليب علمية وحديثة تأخذ الجديد المناسب للعصر.
واعتبر التشكيلي عماد الطائفي ممارسة حكومات ما بعد 2003 تواصلاً لما سبقها. والشعب متعطش لحكم منفتح ومتواصل مع العالم. وشباب العراق، وهم أغلبية السكان، يتطلعون لمثال العالم الاوربي المنفتح ونشر ثقافة حقوق الانسان. مقترحاً إقامة مهرجانات واحتفالات للتحالف، الذي يمكن لتنسيقية بريطانيا ان تجد مؤسسات قانونية بريطانية تدافع عن الحقوق المهضومة لشباب البلد، حتى لو تم هذا بمشاريع شخصية. فالناس تسعى للتواصل مع المفيد والجيد.
واشارت السيدة أنسام الجراح الى ان كثير من الناس لا تعرف حقوقها المدنية، بل ويجدون صعوبة بفهمها. ويتوجب على التحالف ان يستوعب مفهوم التصميم الاعلامي، الذي يراعي احتياجات المثقف والبسيط في آن، فنصف النجاح يعتمد على صواب التنظيم.
فيما تحدث السيد سعد الموسوي عن وعي الناس المنخفض، ونخر الطائفية لمثقفين أيضاً، لما يشكله من خطورة على تطور المجتمع. وأيد السيد زياد ابتعاد التحالف عن الايديولوجية، ونبذه للطائفية مما يشكل مشتركات يمكن العمل عليها. وما حصل من ادخال الدين بالسياسة اضر بالمجتمع كثيراً، ولهذا الابتعاد عن هذا النهج، مع كامل الاحترام للدين. واشار ان كثير من الناس متردّد بسبّب تأجيج الاسلام السياسي للطائفية، فيما تشكل المواطنة أساساً جامعاً، مع احترام مشاعر وقناعات الأخرين وتنجنب استفزازهم.
وأكد الاعلامي ابو فراس الحمداني ان تغيير المجتمع اصبح ضرورة ملحة، وكل القوائم تريد التغيير، والسؤال ما هو السؤال؟ وما هي أدواته. وتشكل الشبيبة اكثر من 70% من نفوس العراق، مما يوجب تجنب الخطاب السابق وتبني مطاليب اجتماعية تعالج أخطاء الوضع الحالي، عبر تغيير قواعد اللعبة السياسية.
اما السيد شافي الجيلاوي فعبر عن التفاؤل رغم سوء الوضع العام، والفرصة متاحة لقوى تملك خطاباً علمياً يدافع عن مصالح الناس، بالاستفادة من الاعلام المرئي والالكتروني واستخدامه بشكل جيد، يحلّل بالملموس لظروف ملموسة. فالوضع العام يتيح لقوى التحالف المدني فرصة لنشاط أكبر، بعد فشل استغلال الخطاب الديني بتحشيد الناس.
واشار السيد معن كدوم لحقيقة ان البلد يمر بظروف غير طبيعية في ظل سيادة الفاسد والطائفية والصراع بين الأحزاب الحاكمة، وينبغي على اعلام التحالف وضع الحقائق امام الناس وبالأرقام عن حجم الفساد والجرائم والاشارة للمسؤولين عنها.
وركزت مداخلة كاتب هذه التغطية على ضرورة الاستفادة من طاقات جميع القوى المدنية، باختلاف مشاربها، وزجّها في الصراع نحو بناء دولة مدنية ديمقراطية. وتمنت على التحالف تكثيف برنامجه لتسهيل فهمه من اوسع الناس، وفضح قاتلي الشعب وناهبي خيراته.
وجرت خلال اللقاء حوارات جادة ومسؤولة عن سبل النهوض بالتحالف المدني، اُكد فيها عدم دخوله بأي تحالف على أساس ديني او عرقي، وسعيه لهدف واحد موحد بمجتمع مدني يفصل الدين عن الدولة وليس عن المجتمع ويحقق استقلال السلطات ويصل بالعراق لمستوى الدول المتطورة.
وتقرّر عقد اجتماع واسع مفتوح لجميع الجالية العراقية في بريطانيا في اوائل الشهر القادم، تحشيداً لدعم قوائم التحالف المدني الديمقراطي في الانتخابات القادمة…… #
#. عن الحوار المتمدن…