الفكر السياسي

العراق في فكر بايدن

العراق في فكر بايدن .


محمد حسن الساعدي
(Mohammed hussan alsadi
– 2020 / 11 / 11 

على الرغم من التغيير الديمقراطي الذي شهدته الولايات المتحدة الأمريكية ، والتغيير في رؤسائها كل أربع سنوات ، إلا أن السياسية الأمريكية تجاه العالم والشرق الأوسط لم تتغير، فالعراق الذي يعد جزء من منطقة الشرق الأوسط عانى كثيراً من هذه السياسات الطائشة لواشنطن،فمنذ تولي(رونالد ريغن) 1980-1988 ونحن نعيش جو الحروب والصراعات،حيث حرب الثمان سنوات مع إيران ، والتي أحرقت الحرث والنسل ، وراح ضحيتها أكثر من مليون ونصف إنسان من الدولتين الجارتين ، فالإدارة الأمريكية في حركتها كالإخطبوط ، وما أن تدخل العالم في أزمة وتخرج من هذه الأزمة حتى تصنع أزمة جديدة ، وما جاء بعدها من تولي جورج بوش الأب 1988-1992 ونحن نسير في نفس السكة ، حيث عمدت أدارته على تدمير العراق وقدراته العسكرية والاقتصادية من قتل جنوده ، وإدخال البلاد في صراع سياسي وتنفيذ خطة التقسيم إلى جزئين ( خطوط العرض) ، وبعد مجيء جورج بوش الابن للفترة من 2008-2016 والذي عمد إلى تدمير ما تبقى من بناءها ومقدراتها، وإدخال البلاد في حرب أهلية طاحنة ، إلى فترة باراك اوباما والذي طور الحرب الأهلية ليتم تقسيم البلاد وتهجير ملايين وقتل مئات الآلاف على يد عصابات داعش الإرهابية ، وعندما جاءت فترة حكم دونالد ترامب 2016-2020 سعى بجهده إلى إشعال فتيل الأزمات السياسية تلو الأزمات ، فمن التظاهرات المؤدلجة إلى التهديد بإسقاط العملية السياسية لأكثر من مرة .
أن عملية الانتقال الديمقراطي للسلطة في الولايات المتحدة لن يكون ذات تأثيرات جوهرية على مجمل السياسة الأمريكية،وعلى الرغم من كون المنطقة عموماً تنظر بعين الخوف من القادم من البيت الأبيض إلا أن الواقع علينا قراءته بصورة واقعية وهو أن البيت الأبيض يمتلك المسطرة لكل القضايا والملفات في العالم ،وان الشرق الأوسط وملفاته تبدو مستقرة ولا تغيير فيها على المدى البعيد، وإذا وصل بايدن إلى السلطة وهذا ما حصل فعلاً في الانتخابات الأخيرة ، فان سلوك الإدارة الأمريكية تجاه الملف السوري لم يتغير إذا علمنا أن بايدن كان من أنصار هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية الماضية، الأمر الذي يضعنا أمام واقع وهو أن الإدارة الأمريكية لن تغير من سياستها في القضايا التي تعتبرها هي إستراتيجية وأهمها امن إسرائيل ، إلى جانب السيطرة على منابع النفط في العالم ، وهو الأمر الذي ينبغي على العالم العربي قراءته بصورة واقعية ، إلى جانب قضايا الخنوع والخضوع التي تمارسها حكومات الدول العربية ، وسياسة الانبطاح للإدارة الأمريكية عموماً.. &

& عن الحوار المتمدن..

زر الذهاب إلى الأعلى