العراق وبناء السدود الضخمة بين المنافع والاضرار
العراق وبناء السدود الضخمة بين المنافع والاضرار
العراق وبناء السدود الضخمة بين المنافع والاضرار
الماء من أهم العناصر الضرورية لاستمرار الحياة وهو أحد عناصر الحياة الأساسية لدى جميع الكائنات الحية وقد أودع الله في الماء سر الوجود حيث قال عز وجل في محكم كتابه الكريم القرآن (( وجعلنا من الماء كل شيء حي))(1)و يشكل الماء مع الهواء أهمية كبيرة في البيئة التي نعيش فيها ومع كون الماء ضروريا في حد ذاته إلا أن أهميته تكمن في أنه عنصر لا بديل له في إنتاج الغذاء وفى التنمية الاقتصادية والصحة العامة وهو المصدر الرئيسي لعدة استخدامات منها الشرب والزراعة والصناعة والملاحة والسياحة وتوليد الكهرباء … إلخ .
وتعتبر المياه من أهم المصادر الطبيعية التي تلعب دورا أساسيا في حياة كل الكائنات الحيه الموجودة على الكره الأرضية كما انها تعتبر اليوم من اهم القضايا المرتبطة بصوره كبيره بالتنمية الاقتصادية وقد دخلت المياه في الجانب السياسي بصوره كبيره منذ بداية القرن ال21 الحالي ويكاد يكون لها دور اكبر بكثير من دور النفط بهذا القرن
والماء يعتبر العنصر الأساسي في أنتاج الغذاء لذلك فان قلة الماء معناها تلاشي الحياة لجميع الكائنات الحية واليوم نلاحظ وبصورة واضحة تزايد أهمية قطاع المياه يوما بعد يوم فعلى الماء يتوقف الوجود الإنساني و للماء أهمية كبرى في أغراض التنمية وهو عنصر لا غنى للإنسانية عنه وها هو العالم اليوم يعيش عموما مشكلة كبيرة جدا تتعلق باستخدام وتوفير كميات من المياه وبنوعيات معينة لأغراض الاستخدامات البشرية والاستخدامات الأخرى للمياه لذلك(أكدت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الايسيسكو) على أن إدارة الأحواض المائية المشتركة بين دول العالم الإسلامي من أكبر التحديات التي تواجه العالم الإسلامي في الوقت الحاضر مضيفة بل انها تشكل إحدى بؤر الصراع الدولي آنياً ومستقبلاً، بسبب زيادة الطلب على المياه واصفة القرن الحالي الحادي والعشرين بـ«قرن المياه الجيوسياسية) (2)
ان ندرة المياه مع تعنت دول المنابع بعدم ايجاد حلول منطقيه وعقلانية لمشاكل المياه حتما ستؤدي لنشوب صراعات بين الدول على هذا المورد المهم للبشرية عموما وقد لا تكون بصيغة حروب عسكريه وانما ستظهر بأشكال اخرى واهمها الاقتصادية فعندما تسرق حقوقك المائية من دولة ما وتنتج بهذه المياه مواد صناعيه وزراعيه واخرى في بلدانها وتبيعها عليك فهي فعلا حرب اقتصاديه ارى انه يجب مواجهتها بنفس الاسلوب والا ستبقى بلادنا رهينة بدول دخلت عن قصد او بدون قصد بالمسرحيات السياسية التي تعدها الإمبريالية العالمية لسرقة خيرات الامه العربية بصوره عامه ودول الشرق بصورة خاصه .
أن المياه العربية هي شريان حياتها وهي أهم بكثير من النفط وغيره من الثروات وهذه الثروة ستضيع كما ضاعت ثروة النفط التي من الممكن الاستغناء عنها بمصادر طاقه أخرى لكن المياه لا يمكن العيش بدونها واذا سيطرت عليها الإمبريالية وأذنابها فعلا فهذا يعني سيطرتهم على حياتنا وهو السلاح الأخطر اليوم لذلك سعى كثير من الدول لتحقيق الامن المائي لديها بإنجاز مشاريع هندسيه ضخمه من اهمها السدود والبحيرات الطبيعية والصناعية من اجل تأمين خزين استراتيجي من المياه لها يجنبها ابتزاز دول المنابع ودول التشارك المائي
واليوم يكافح الناس في جميع انحاء العالم من اجل تأمين المياه وزيادة مصادرها او للسيطرة عليها حيث تكثر الفيضانات .
ان الاستعمال المتكرر لمورد المياه لا يسبب أي نقص في كميته وذلك على عكس الحال في الموارد الطبيعية الاخرى الا ان المشكلة تظهر في ان الطبيعة لا تمد الانسان بالماء حيث ومتى اراد وبالكميات التي يحتاجها في اوقاتها فهذا كله مرهون بالإرادة الإلهية وحسن ادارة ما متوفر منها من قبل الدولة وشعبها
ولذا فقد ظهرت محاولات عديده منذ القدم وحتى الان في سبيل خزن المياه الفائضة خلال موسم الزيادة للانتفاع بها في المواسم الجافه من السنه نفسها او من سنين اخرى عن طريق بناء السدود والخزانات (3
ان للسدود عامة وبالذات السدود الضخمة لها منافع استراتيجية واقتصادية بشرط مراعاة المعاير البيئية والاجتماعية
لقد كانت الفيضانات مصدر تهديد دائم لمدن العراق وقراه ومزارعه وكثيرا ما كانت اضرارها هائلة غير قابله للحصر(4)
*كان العراق ومنذ الازل بلد زراعي يمر به نهران عظيمان هما دجله والفرات فيجلبان له الخير مع مياههما واغلب منابع هذين النهرين تقع في تركيا وايران ولقد كانت كثيرا ما ترتفع مناسيب المياه بهدين النهرين بمواسم الفيضانات فتجلب معها الدمار للأراضي الزراعية والمدن
حيث تقع معظم احواض النهرين الخالدين ضمن اراضي تركيا وايران وسوريا وكانت قديما هذه الدول غير مستغله للمياه بالنهرين لظروف عديده في الوقت الذي كان العراق يستخدمها للزراعة بصوره كبيره وقد تعرض العراق قديما لدمار الفيضانات بسبب عدم استغلال مياه الرافدين في حينه من قبل دول المنابع والممر كون العراق هو دولة المصب
واليوم تتعرض واردات العراق المائية الى مشاكل كبيره حيث قررت الدول في اعالي الانهار تنفيذ مشاريع تحجز المياه لديها لاستثمارها داخل اراضيها او المتاجره بها كما اوضحت النوايا وتصريحات مسؤولي دول المنابع مما ادى ذلك لقلة واردات العراق المائية وسوء نوعياتها فسبب ذلك لخروج اراضي زراعيه من طور الانتاج الى طور التصحر علما انها كانت تزرع من الاف السنين
*ان التذبذب الحاصل بالتجهيز الطبيعي للنهرين بالمياه اليوم اقل بكثير من معدلاتها الطبيعية نتيجة لقيام الدول بأعالي الانهار بتنفيذ مشاريع مما عرض البلاد العراقيه لمواسم جفاف قضت على الكثير من مواسم زراعته مما اضطر ذلك الحكومات العراقية الى تنفيذ العديد من النواظم على مجاري الانهار لغرض رفع مناسيب المياه وتجهيز المشاريع المقامة على الانهار بالمياه والتي كانت سابقا تجهز منها بصوره طبيعية ولا تحتاج لمنشآت ضخمه وكذلك قام العراق بتنفيذ خزانات صناعيه وطبيعية كبيره للحد من اخطار الفيضانات وخزن المياه الزائدة للاستفادة منها ايام الشحة وقد صرف من اجل كل ذلك مبالغ طائله
ان وقوع العراق مناخيا في المنطقة الجافه وشبه الجافه جعل ذلك كميات المياه الواردة عبر انهاره وروافدها لا تتلائم مع الاحتياجات للزراعة الدائمية فيه حيث تكون هذه الواردات احيانا غير ملائمه لحاجة المزارع لديه مما ادى ان تكون بعض الواردات لا تلبي حاجة المواسم مما اضاع الكثير من المنتجات الزراعية ومواسمها
ان معظم اراضي العراق الصالحة للزراعة تقع في منطقة السهل الرسوبي والذي تكون عبر الاف السنين من فيضانات النهرين ولذلك فهذه الاراضي تحتاج لمشاريع ري لتكون الزراعة بها دائميه لكونها اخصب الاراضي وتوجد اراضي صالحه للزراعة في مناطقه الشمالية التي تتكون من الجبال والوديان والتلال والاراضي المتموجة التي استغلها السكان للزراعة المطرية لكنها تفتقر للمياه ايام الصيف الا القليل منها يعتمد على مياه الينابيع والعيون والابار (5)
لقد كانت اعمال الري والزراعة بالعراق العامل الاساسي لبناء الحضارات القديمة فيه على مر التاريخ فكانت مدنه الزاهرة ايام السومريين والبابليين قائمة على شواطئ الانهر والجداول التي كانت تقع في الجزء الاسفل من اراضي الدلتا الخصبة
*كان العراق خلال الاف السنين موطن الري الدائمي وكان ملوك بابل القدماء يتباهون بما يقومون به من الاعمال المتعلقة بشؤون الري والمشاريع الكبرى كالخزانات والقناطر (6)
والذي يدل على عظيم اهتمام البابليين القدماء بشؤون الري هو ما جاء بشريعة حمورابي من انظمة صارمه فيما يتعلق بشؤون الري والزراعة (7)
فقد تمكن البابليون من ضبط الفرات وحماية اراضيه من اخطار الفيضانات باستخدامهم منخفض الحبانية وابي دبس (الرزازه)لصرف اليهما مياه الفرات الطاغية في مواسم الفيضانات كما استخدموا المنخفضين كخزانات يمدوا منها الفرات بالمياه في زمن قلتها(8)
وفي عهد الكلدانيين او الاشوريين أنشئ السد العظيم بين النهرين دجله والفرات حيث كان طوله يبلغ 50كم وهو بمثابة خزان كبير متكون من منخفض عقرقوف بالقرب من بغداد (9)
يقول المؤرخ العالمي هيرودوتس عن بابل ((وكما هي الحال في مصر ففي كل انحاء بابل ترع وجداول تقطع اراضيه))كما يقول((ليس في كل اقطار العالم بلد يضاهي بابل من حيث خصوبة الارض وانتاج الحبوب)(10)
لقد استطاع سكان العراق القدماء من السيطرة على فيضانات الفرات عن طريق المصارف ولكن دجله كان على الدوام فيضانه مصدر خطر على البلاد ولعل اضخم ما في منشآت الري القديمة على دجله هو سد النمرود القديم الذي كان قائما في راس الدلتا لتموين حوض النهروان الواسع الواقع ايسر النهر وتموين جدولي الدجيل والاسحاقي في جانبه الايمن (11)
لقد دلت الكثير من كتب التاريخ على عظمة سكان العراق القديم في مجال ادارتهم للموارد المائية والزراعة والسيطرة على مياه الفيضانات
ان العراق والعالم العربي مقبل اليوم على العطش والجوع حتى لو استخدم كل ما متاح له من المياه لان اغلب الدول العربية اليوم قد وقعت فعلا تحت خط الفقر المائي وان مواردهم المائية الحالية بدأت تتناقص بفعل عوامل عديده تتزايد كل يوم
ولازال العرب لا يتصدون لمعاناة وشحة المياه بصوره جديه مما يجعل المستقبل بشأن المياه صعب جدا قد يؤدي بالنهاية للتطبيع فعلا مع الصهاينة والعودة لحكم المستعمر الغربي
ان هنالك الكثير من الامور والمسببات التي لم تعد خافيه على احد بشأن وضع العراق المائي والتي تتطلب ان نقف عندها والتصدي لها بقوه وبصدق لغرض المحافظة على ثروتنا المائية القومية المهمة وضمانها لأجيال المستقبل لذلك لابد من تسليط الضوء على اهمية انشاء السدود الضخمة بالعراق ومدى فوائدها وماهي اضرارها ومدى استغلال الدول الإمبريالية للشأن المائي للتلاعب بمقدرات المنطقة ومحاصرة العرب مائيا لأركاعهم لا هداف سياسيه واقتصاديه وهذا لا يتم الا بإعطاء دور لدول التشارك المائي غير العربية بهذا السيناريو ومعرفة ما هو دور الحكومات بالبلدان العربية للعمل على انتزاع حقوقهم وماهي البدائل لا نشاء السدود الضخمة التي اصبحت سلاح خطير قد يؤدي لانعكاسات خطيره على التنمية اضافة لدور المنظمات المستقلة المناهضة لبناء السدود ومساعدتها للعرب بالحصول على حقوقهم المائية المصادرة والمسروقة علنا من دول التشارك للوصول الى تقديم الحلول
*ان أي بركة مائية أو بحيرة طبيعية او صناعيه تسمى خزان و في هندسة الموارد المائية الخزان هو بحيرة اصطناعية كبيرة تم إنشاؤها عن طريق بناء سد في مجرى مائي لتلبية احتياجات المياه لأغراض مختلفة مثل الري وإمدادات المياه والطاقة الكهرومائية و لتنظيم إمدادات المياه والسيطرة على الفيضانات فيتم إنشاء خزان على النهر لتخزين المياه خلال موسم الأمطار او ذوبان الثلوج ثم الاستفادة منها لاحقا لأغراض عديده . وتصنف السدود وفقا للوظيفة التي انشأ من اجلها كأن يكون للخزن او لحجز المياه ورفع المناسيب او لتحويلها من النهر الى مشاريع او لحجز الادغال والرواسب او لأغراض تنمية الثروة السمكية او اغراض ذات ابعاد بيئية واخرى
**تعتبر السدود من اكبر المنشآت في الهندسة وهي تنشأ لأغراض عديده منها لخزن المياه لأغراض الري ولتجهيز المدن بمياه الشرب والحاجات البلدية ولزيادة خزين المياه الجوفية ببعض المناطق وتوليد الطاقة الكهرومائية وللسياحة وتربية الاسماك وكذلك لتقليل اخطار الفيضانات التي تجتاح الانهار ببعض المواسم وبذلك تحمي المدن والقرى والاراضي الزراعية من السيول والفيضانات وتقلل من انجراف التربة وتستخدم المياه المخزونة خلف السدود مستقبلا بأيام الشحة لكافة الاستخدامات وبذلك تساعد بجعل الزراعة دائميه
غالبا ما تنشأ السدود ليقوم بوظائف متعددة للوقاية من الفيضانات وللخزن وتوليد الطاقة الكهرومائية وللسياحة وتنمية الثروة السمكية
ومن فوائدها توفير المياه وحماية السكان والممتلكات من الفيضانات كما
تقوم بالمساهمة الفعالة بالتنمية الزراعية وتجعل الزراعة دائميه لكل المواسم مع الفوائد الاخرى بزيادة الانتاج النباتي والحيواني والصناعي
وتقوم السدود بأحداث تغيرات بيئية بزيادة رطوبة البحيرات خلف السد مما يحسن الجو وتصبح البحيرات مرافق سياحيه ذات اهميه اقتصاديه للبلاد كما
1-تقوم السدود بتقليل الهدر بمياه السيول والسنوات الرطبة
2-تحافظ على المياه بخزنها لمواسم الحاجه ولأغراض التنمية الزراعية والتطور العمراني والحضري
3-تحقق الكثيرمن الامان لسكان القرى والمدن والمزارع الواقعة في احواض الانهار وتقلل اخطار الفيضانات بنسبة كبيره
4-تقوم السدود بتغذية الخزانات الجوفية
ورغم ذلك فللسدود الضخمه مخاطر عديده
1- المخاطر على البيئة حيث تحدث تغيرات بيئيه بمنطقة بحيرة السد وحولها
2-بسبب سعة مساحات البحيرات فأن ذلك يؤدي الى زيادة التبخر بمواسم الجفاف وبذلك تزداد نسبة الاملاح ببحيرات السدود مما يغير من نوعيات المياه لتصبح في بعظها مياه غير صالحه لاستخدامات عديده ومثال ذلك بحيرة الثرثار والحبانية والرزازة
3-قد تؤدي البحيرات لانتشار الأوبئة والامراض
4-وقد تسبب بعض بحيرات السدود أخطار بيئية مما يدفع ذلك سكان المناطق القريبة للهجرة منها
5-ونتيجة لقطع مسار الانهر بالسدود فان هذه السدود تؤدي لحجب الرسوبيات من طمى ومعادن وتحجزها ببحيرات السد وبذلك تحرم الاراضي الزراعية من المخصبات الطبيعيه
6-انشاء السدود بمناطق معينه قد يؤدي لهجرة سكان هذه المناطق التي ستغمرها مياه البحيرات للسدود وبذلك تخرج اراضي زراعيه منتجه من المناطق وقد يحرم بذلك سكان بعض المناطق من مياه الشرب نتيجة حجز المياه بمناطق عليا وكذلك قد يؤدي ذلك لغمر مواقع تراثيه واثار ومدن تاريخيه كما حصل في بعض مدن تركيا الأثرية(مدينة حسن كييف)
7-بسبب بناء السدود الضخمة يتم تهجير السكان في اغلب مناطق حوض خزان السد كما ان تشغيل السدود وصيانتها يحتاج لمبالغ كبيره وان عدم صيانتها قد يؤدي لانهيارها وتهديد حياة السكان وتدمير المدن والبنى التحتية فيها
8-وقد تؤدي السدود الى تغير المناخ في المنطقة فوجود الاسماك النافقة والمواد العضوية المتعفنة تؤدي لبعث غازات تؤثر على المناخ كما ان السدود تمنع هجرة الاسماك وتقلل الاوكسجين في الانهار الذي يؤدي لتغيرات بايولجيه تضر الثروات السمكية
9-والاخطر من كل ذلك هو كون بعض السدود كما في تركيا وايران تقع ضمن مناطق النشاط الزلزالي الذي قد يؤدي لإنهيار السدود وجلب الكوارث لدول المصب او تبنى بمواقع غير ملائمه وتنهار ايام السيول
واخيرا نقول ان العراق كان بحاجه ماسه لبناء العديد من السدود لتأمين خزين مائي كافي لسنوات لغرض تجاوز محنة الجفاف والشحة التي يتعرض لها بفعل انحباس الامطار واعمال دول المنابع وتجاوزاتهم على حصصه التاريخية المكتسبة فقد تأخرت الحكومات العراقية عن انشاء السدود مما جعله ذلك يتعرض اليوم لمحنة الشحة وباستمرار كما ان ادارته لموارده المائية المتاحة لاتصل كفاءتها ل35% مما عمق ذلك من شدة ازماته المائية ونتيجة لقيامه باستنزاف خزينه الجوفي لتجاوز فترة الشحة فسيؤدي ذلك مستقبلا لحرمان الاجيال من مياه صالحه للاستهلاك البشري كما ان استنزافه لخزينه الاستراتيجي من اجل انعاش الاهوار بالسنوات السابقة قد عجل من ظهور ازمته المائية الحالية رغم تحذيرات الكثير من المختصين بخطأ هذا العمل الكارثي واخيرا لا نرى بديل الا لعقد مؤتمر يحضره مختصين حقيقيين لدراسة اسباب الشحة والخروج بتوصيات علميه منطقيه واقعيه والتحرك على كل الأصعدة الداخلية والخارجية لتجاوز مرحلة العطش الحالية الخطرة والتي لو استمرت لحولت العراق الى صحاري لا حياة فيها وليصبح شعب العراق شعب مستهلك لمنتجات دول الجوار والمنابع التي سرقت حقوقه المائية وللأسف لحد اليوم لا نرى أي تحرك جدي للسلطات الحكومية التي نراها قد استسلمت كليا لمخططات دول المنابع .
المهندس الاستشاري
عبد الكريم حسن سلومي الربيعي
15-6-2021
الهوامش
(1) القرأن الكريم سورة الانبياء الايه رقم 30
(2)المصدر (عبد الله الجمعان –المياه ستصبح ثروة عالميه وليست وطنيه –صحيفة الشرق الاوسط –العدد- 9930 في 4 شباط -2006
(3) (ص بتصرف181) خروفه واخرون(الري والبزل في العراق والوطن العربي
(4) ) (ص182 بتصرف –خروفه)
(5)]من المصدر -سوسه –كتاب تطور الري في العراق
(6) المصدر السابق ص39بتصرف
(7) المصدر السابق ص40
(8) المصدر السابق ص40
(9)المصدر السابق ص41
(10)المصدر السابق ص42
11)المصدر السابق…. *
* عن الحوار المتمدن. ..