الفكر السياسي

المجتمع المدني عين المجتمع على الحكومة

المجتمع المدني عين المجتمع على الحكومة


محمد علي

 – 2009 / 9 / 

ان التطور الذي يشهده المجتمع المدني على صعيد الفكر وعلى صعيد الممارسة جعله لا يرتبط بفكر او ايديولوجية معينة، ولكن ارتبط بشكل وثيق بالبناء الديمقراطي ولعل ذلك يرجع الى ان المجتمع المدني اليوم بات يقدم اجابة جاهزة على العديد من المسائل التي تثار في اطار الديمقراطية ولكن بنفس الوقت ابرزتها الايديولوجيات والممارسات في الواقع العملي، فالمجتمع المدني وان كان منطلقه غربيا (اوربياً و امريكياً) ولكن يبقى هذا المفهوم قابل للتطبيق في جميع البلدان فقط او تهيئات شروط مهمة لأي حد.
ان المجتمع المدني اليوم يمثل الرد على سلطة الحزب الواحد في الدولة الشيوعية بأيجاد مرجعية اجتماعية خارج الدولة، وهو الرد على بيروقراطية وتمركز عملية اتخاذ القرار في الدولة الليبرالية ، وهو الرد على سيطرة اقتصاد السوق على الحياة الاجتماعية والصحة والثقافة والفن والاخلاق، وهو الرد على دكتاتوريات بلدان الجنوب وهو الرد على البنى التقليدية التي تعيشها هذه البلدان.
ان التطلع الى مجتمع اكثر مساواة واكثر مشاركة واكثر تمثيلية وعدالة واقل اغترابا وتشتتاً تمثل اهداف المجتمع المدني ومؤسساته فهذا المجتمع يعمل على بناء قناة اضافية للمجتمع مع السلطة يحمل ويعكس اهداف ابناء الشعب ويحد من السلطة المطلقة حيال المجتمع في سبيل عكس واضح لمصالح العامة لمختلف الشرائح ، والترابط وثيق بين المجتمع المدني ومؤسساته وبين ابناء الديمقراطية فتجربة اوربا الشرقية عكست محاولة مهمة الا وهي وجود علاقة عكسية بعين الدكتاتورية والوحدانية في السلطة مع وجود مجتمع مدني فاعل، فلا مجتمع مدني فاعل مع دكتاتورية ولا دكتاتورية يمكن ان تخلق مجتمع مدني يمارس دوره بشكل جيد.
اذن لا يمكن ان يتطور المجتمع المدني و خاصة في العراق مع تدخل الحكومة او السلطة فالمجتمع المدني منذ نشأته الاولى خارج السلطة السياسية بل هو عين المجتمع عليها .
اذن ما يراد قوله هو ضرورة ان تتدخل السلطة او الحكومة في تنظيم المجتمع المدني اداريا و هذه نقطة محسوبة لها بسسب عدم امكانية ترتيبه وانشطته الا من قبل سلطة قوية مثل الحكومة الا ان هذا السلاح ذو حدين لانه قد يستغل كقناة للهيمنه عليه وهذا ما لا يحمد عقباه.. .*

* عن الحوار المتمدن…

زر الذهاب إلى الأعلى