الفكر السياسي

بمناسبة اليوم العالمي للسعادة في 20 آذار / مارس هل يعيش الشعب العراقي في سعادة ؟

 

بمناسبة اليوم العالمي للسعادة في 20 آذار / مارس
هل يعيش الشعب العراقي في سعادة ؟
د. عادل عبد الزهرة شبيب

في العشرين من مارس / آذار من كل عام يتم الاحتفال باليوم الدولي للسعادة في جميع انحاء العالم , وقد طرح فكرة تحديد يوم عالمي للسعادة المستشار الخاص للأمم المتحدة ( جايمي ليان ) لإلهام الناس جميعا حول العالم للاحتفال بالسعادة في يوم مخصص لها وتعزيز حركة السعادة العالمية . ففي عام 2011 طرح ( ليان ) فكرة تحديد يوم عالمي جديد يتم الاحتفال به عالميا ودعوة الناس لتذكر الأسباب التي تجعلهم سعداء ليكون يوما للسعادة حول العالم , وحصل ليان على موافقة الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك ( بان كي مون ) . وقد حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب قرارها A/RES/66/281 المؤرخ في 12 تموز / يوليو . يوم 20 آذار / مارس بوصفه اليوم الدولي للسعادة وذلك اعترافا منها بأهمية السعادة والرفاه بوصفهما قيمتين عالميتين مما يتطلع اليه البشر في كل انحاء العالم, كما انها تقر كذلك بالحاجة الى نهج اكثير شمولا وتساويا ومنصفا للنمو الاقتصادي بما يعزز التنمية المستدامة والقضاء على الفقر ونشر السعادة والرفاه بين كل الناس . وتم تبني قرار الأمم المتحدة هذا بالإجماع من جانب جميع الدول الاعضاء في الامم المتحدة في 28 يونيو / حزيران 2012. واختار جايمي ليان تاريخ 20 مارس لكونه يوافق يوم الاعتدال الربيعي , وهي ظاهرة عالمية تحدث حول العالم في الوقت نفسه وبذلك سيشعر العالم بالشعور نفسه في نفس الوقت. وتم الاحتفال بأول يوم دولي للسعادة في 20 مارس / آذار 2013 .
اما فيما يتعلق بمعايير تحديد مستوى السعادة , فمفهوم السعادة يختلف من شخص لآخر ومن بلد لآخر . ومنذ 2012 دأبت الأمم المتحدة على اصدار تقرير لقياس مؤشرات السعادة في دول العالم ويعتمد التقرير على ستة معايير لقياس السعادة وهي : نصيب الفرد من الناتج المحلي الاجمالي , ومتوسط عمر الفرد , وحرية اتخاذ القرارات , وجودة الخدمات الصحية والتعليمية , وانعدام الفساد , وانتشار العدل.
وبحسب تقرير السعادة لعام 2018 تعد فنلندا اسعد بلد في العالم كما تحتل النرويج والدانمارك وايسلندا وسويسرا مراكز متقدمة في تقرير الدول الأسعد في العالم . اما عربيا فقد حلت الامارات العربية المتحدة في المرتبة الاولى في مؤشر السعادة العالمي لعام 2019 , فيما جاءت اليمن في ذيل المؤشر الذي تصدره شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة سنويا . وتراجع العراق في هذا المؤشر تسعة مراكز .
يعتبر العراق اليوم اسعد بلد في العالم حيث لا نجد فيه بطالة ولا يعاني الخريجون واصحاب الشهادات العليا من البطالة ولا يتم قمع تظاهراتهم الاحتجاجية ولا يوجد في العراق فقر وفقر مدقع حيث تمت معالجة اوضاعهم من قبل الحكومات العراقية المتعاقبة منذ 2003 والى اليوم كما لا نجد ازمة سكن وعشوائيات في العراق اليوم ولا نجد تمييز طائفي ومحاصصة في توزيع المناصب .وهناك مساواة بين ابناء الشعب العراقي وعدالة اجتماعية . كما لا نجد الفساد المالي والاداري متفشيا حيث تمت مكافحته ولم يعد العراق يحتل المراتب الاولى في قائمة الفساد العالمية .كما نجد الحريات على اختلافها متوفرة ولا يوجد هناك قمع . والديمقراطية متوفرة وليست مقزمة. ولا يوجد هناك خرق للدستور العراقي حيث يتم الالتزام ببنوده . والخدمات الصحية المجانية متوفرة وكذلك الخدمات التعليمية المجانية ولا يوجد خصخصة للتعليم بكافة مراحله والخدمات عموما متوفرة وخاصة الكهرباء حيث لا نجد المولدات الاهلية التي يبتز اصحابها المواطنين برفع الاسعار , كما ان الماء النقي الصالح للشرب متوفر ولا تشتري العوائل العراقية عبوات المياه المعقمة والنقية . كما نجد في العراق ان الريع النفطي يوزع على ابناء الشعب العراقي ولا تستحوذ عليه الحكومة . لذلك فالشعب العراقي بكافة اطيافه يعيش اعلى درجات السعادة اليوم . اليس كذلك ؟؟؟!!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى