ثورة الزاباتيستا انتفاضة الفقراء والفلاحين في المكسيك وانتصارها على عملاء الاستعمار والكمبرادور
ثورة الزاباتيستا
انتفاضة الفقراء والفلاحين في المكسيك وانتصارها علي عملاء الاستعمار والكمبرادور
مقدمة:
في بداية القرن العشرين مع بدايات حركة الاستعمار العالمي بدأت الثورة في المكسيك ضد الاحتلال الاسباني، حيث كان معطم سكان المكسيك من المزارعين وهم غير متجانسيين ففيهم ملاك اراضي حيث المزارع الكبيرة واصحاب المزارع المتوسطة والصغيرة وجمع غفير من فقراء المزارعين و بالرغم عن ظروف الحرب الناشاة فقد بلعت نسبة النمو الاقتصادي بالبلاد 12% في العام، حيث كانت قاطرة النمو هي الصادرات الزراعية والمنجمية وقد ربط ذلك بشبكة كاملة من السكة حديد علي طول البلاد وعرضها وكذلك فقد قوية العلاقات مع الولايات المتحدة، وقد عادت معظم الفوائد للاسر المالكة الكبيرة المتحالفة مع الراسمال الامريكي والاجنبي بالبلاد.
في هذه الظروف فقد نمت واذدهرت ثروات البقات المتوسطة ومعها كبار المزارعين، وتم استغلال مكثف للموارد الطبيعية والمواد الخام كالنحاس والمعادن الثمينة والنفط وعلي أكتاف ذلك أنشئيت الصناعات المحلية الكبيرة وذادت نسبة العمال حيث بلعت 197 الف عامل بالمقارنة مع عدد الخرفيين حيث بلغت 500 الف خرفي اي ان هنالك نمو مضطرد للطبقة العاملة، ونمت الحركة المطلبية وسط هذه المجموعات والفئات الجديدة وقامت حركات اضطربات كبيرة وشاسعة تم قمعها بشكل مفرط في عام 1906م ونتفاضات مناجم النحاس في عام 1908 وفي صناعة النسيج. وحاول الفلاحون الهنود والحلاسيين إستعادة ارضهم المصادرة في جبال شيهواهويا ولكن هذه الحركات لم تتخطي الاطار المحلي اوالبلدي، ولكن تضافرت عدت عوامل هي تذمر أجتماعي حاد ومتزايدة وسط الطبقات المغلوبة علي امرها ، وكذلك الفراغى السياسي في الحكم والاهم من ذلك كله هو أتفاق المعارضة علي خطاب سياسي موحد مشترك وجامع ساهم في لم شتات هذه القوي الاجتماعية المتباينة منة الطبقات الشعبيه والريفين والطبقة العاملة الناشئه في قلب المراكز الصناعية الكبيرة، والانحياز السافر للولايات المتحدة لمصالحها ومنح الملاك بعض التسهيلات المصرفية والائتمانية، ففي اواخر عام 1909م ذادت حدة الصراع السياسي بين الجنرالات المواليين للولايات المتحدة ومجموعة منة الفلاحين والفوضويين وعلي راسهم إميليانو (زباتا).
بعد اتفاقية النافتا التجارية بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك حاملة معها وعود الوفاء والنماء للمكسيك بازدهار الاقتصاد وزيادة معدلات دخل الفرد ورعاية حقوق الشعوب الاصلية الشعب الهندي المغلوب على أمره. ومع وحشية الاوضاع في المكسيك دفعت قوة الفلاحين والفقراء الى حمل السلاح واعلان العصيان على الحكومة المركزية بقيادة جيش الزاباتيستا (مسمي علي قائد التحرير من المستعمر الاسباني اميليانو زاباتا).
برغم خسارة هذه المعركة التي قادها الفلاحين الا ان هذا يدفعنا للتساؤل برغم اين الطبقة العاملة وما هي حيثيات الواقع الاجتماعي والاقتصادي لها. ولكي نحاول الرد على هؤلاء اللذين يدعون الى قيام تغيير دون الطبقة العاملة وبان الفلاحين يمكنهم قيادة التغيير الاشتراكي الديمقراطي بمعزل عن الطبقة العاملة وذلك من خلال حرب العصابات.
في 1994م قام الجنرال ماريو على رأس 800 رجل من جيش الزاياتيستا بالهجوم على مدينة اوكو سينجو وسط ولايات شيباس وفي نفس الوقت قام الزعيم الثوري الهندي ماركوس بشن هجوم على مدينة سان كريستوبان ادى الى احتلال ستة مدن لولاية شيباس وعلى مبنى الاذاعة والتلفزيون واشعال النيران في عدد من المباني الحكومية وقطع خطوط الهاتف والكهرباء، واعلنوا الحرب على الحكومة المكسيكية.
في هذا الموعد من أول يناير 1994م مع بداية تنفيذ اتفاقية الناقتا التي تهدف الى جلب رؤوس الاموال من المكسيك والولايات المتحدة من أجل دفع عجلة التراكم الرأسمالي الى الأمام وجدة الزاباتيون هذا التوقيت المناسب لاعلان الحرب وشد انتباه اكبر عدد وتوقف لجوء الحكومة لاسلوب القمع والحرب للقضاء على الحركة في ظل اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية مما قد يعني تقليل فرص الحزب الدستوري الثوري الحاكم من الفوز في الانتخابات لذا شن الزاباتيتنا هجوم عسكري على قاعدة عسكرية في راتشوف بعد انسحابهم من مدينة سان كريستوبال وهجموا على احد السجون واختطفوا الحاكم السابق للولاية وبعض افراد عائلته مع استمرار الهجوم المكثف على قاعدة راتسوفو وحطموا مبنى المجلس المحلي بالقازفات في مدينة التاميراند واقاموا المتاريس في عدد من القرى.
قامت الحكومة المكسيكية بقيادة الجيش بالتدخل لافشال الثورة حيث أعلنت عن وجود علاقة قوية بين المتمردين اليساريين في السلفادور و غواتيمالا وجماعة أخرى في امريكا الوسطى وأعلن الرئيس بأنه يبحث أمر العفو عن بعض المشاركين في هذه الانتفاضة وذلك لتفتيت تضامن الفلاحين الزبانيين ورغم ذلك استمرت اعمال العنف بكثافة من قبل الزباتيين
نموذج حكومة الكمبرادور المتحالفة مع برجوازية المكسيبك المتسلطة والمدافعة عن رأسمال الاجنبي والكمبرادور المحلي قامت بتصعيد المواجهة وقصف المتمردين بالدبابات والطائرات المقاتلة واصطيادهم داخل الغابات والاحراش.
فقد كان اقتراب الثوار من العاصمة او ديمومة الانتفاضة يجلب الكثير من الخسائر للحكومة وهي تهديد مباشرة لمشاركة المكسيك في اتفاقية النافتا واذا تحولت هذه الانتفاضة الى حرب عصابات كما حدث في السلفادور وغواتيمالا، يعتبر هذا مضاف الى رصيد المعارضة في مواجهة الحزب الحاكم في الانتخابات
دفع كل هذا الرئيس المكسيكي للتراجع واعلان اعتذاره عن سوء الاحوال المعيشية التي يعاني منها سكان البلاد في ولاية شيباس واقال وزير الداخلية ذو السجل الاسود جونزاليس جاريدو الطاغية واكد بعد 13 يوما من الانتفاضة وقف العمليات العسكرية… *
*. عن جريدة الميدان السودانية….