حقوق الانسان عالمية وغير قابلة للتصرف
• عادل عبد الزهرة شبيب
تعتبر حقوق الانسان مجموعة من الحقوق الأساسية التي لا يجوز المس بها , وهي مستحقة واصيلة لكل انسان , وهي ملازمة للإنسان بغض النظر عن هويته او دينه او مكان وجوده او لغته او اصله العرقي او أي وضع آخر . ولابد من حماية هذه الحقوق كحقوق قانونية في اطار القوانين المحلية والدولية .
وينبغي تطبيق هذه الحقوق الانسانية في كل مكان وفي كل وقت وهي متساوية لكل الناس , ولا ينبغي ان تنتزع هذه الحقوق الا نتيجة لإجراءات قانونية واجبة تضمن الحقوق . ولا بد من احترام حقوق الانسان وكرامته , وان ازدراء واغفال حقوق الانسان او التغاضي عنها قد يفضي الى كوارث ضد الانسانية واعمالا همجية , ولذلك فإنه من الضروري والواجب ان يتولى القانون والتشريعات الوطنية والدولية حماية حقوق الانسان لكيلا يضطر المرء في آخر الأمر الى التمرد على الاستبداد والظلم . ولكي لا يشهد العالم والانسانية مزيدا من الكوارث ضد حقوق الانسان والضمير الانساني جميعا .
تعريف حقوق الانسان :
فيما يتعلق بتعريف حقوق الانسان , هناك العديد من التعاريف التي قد يختلف مفهومها من مجتمع الى آخر او من ثقافة الى أخرى, فيعرفها ( رينيه كاسان ) وهو احد واضعي الاعلان العالمي لحقوق الانسان بأنها ( فرع خاص من الفروع الاجتماعية يختص بدراسة العلاقات بين الناس استنادا الى كرامة الانسان وتحديد الحقوق والرخص الضرورية لازدهار شخصية كل كائن انساني , ويرى البعض ان حقوق الانسان تمثل رزمة منطقية متضاربة من الحقوق والحقوق المدعاة ).
اما ( كارل فاساك ) فيعرفها بأنها ( علم يهم كل شخص ولا سيما الانسان العامل الذي يعيش في اطار دولة معينة والذي اذا ما كان متهما بخرق القانون او ضحية حالة حرب يجب ان يستفيد من حماية القانون الوطني والدولي , وان تكون حقوقه وخاصة الحق في المساواة مطابقة لضرورات المحافظة على النظام العام ).
اما الفرنسي ( ايف ماديو ) فيراها بأنها ( دراسة الحقوق الشخصية المعرف بها وطنيا ودوليا والتي في ظل حضارة معينة تضمن الجمع بين تأكيد الكرامة الانسانية وحمايتها من جهة والمحافظة على النظام العام من جهة اخرى ). كما شخص ماركس في كتابه ( المسألة اليهودية ) بأن (( حقوق الانسان لا يملكها الانسان بالولادة بل انها تنتزع في الكفاح ضد التقاليد التاريخية التي نشأ عليها الانسان حتى الآن , وهكذا فحقوق الانسان ليست منحة من الطبيعة وليست صداق التاريخ المنصرم وانما هي ثمن كفاح ضد صدفة الميلاد وضد الامتيازات التي اورثها التاريخ من جيل الى جيل حتى الآن . وهي نتيجة للتعليم ولا يستطيع ان يملكها الا من اكتسبها واستحقها .)).
وفيما يتعلق بالكتاب العرب فقد عرفها ( محمد عبد الملك متوكل ) بأنها ( مجموعة الحقوق والمطالبة الواجبة الوفاء لكل البشر على قدم المساواة دونما تمييز بينهم ) . في حين يعرفها ( رضوان زيادة ) بأن ( حقوق الأنسان هي التي تكفل للكائن البشري والمرتبطة بطبيعته كحقه في الحياة والمساواة وغير ذلك من الحقوق المتعلقة بذات الطبيعة البشرية التي ذكرتها المواثيق والاعلانات العالمية .)
تعريف الأمم المتحدة :
عرفت المنظمة الدولية حقوق الانسان بأنها 🙁 ( ضمانات قانونية عالمية لحماية الأفراد والجماعات من اجراءات الحكومات التي تمس الحريات الأساسية والكرامة الانسانية , ويلزم قانون حقوق الانسان الحكومات ببعض الأشياء ويمنعها من القيام بأشياء اخرى )) . أي ان رؤية المنظمة الدولية لحقوق الانسان تقوم على اساس انها حقوق اصيلة في طبيعة الانسان والتي بدونها لا يستطيع العيش كإنسان .
الاعلان العالمي لحقوق الانسان :-
اصدرت الأمم المتحدة في العاشر من كانون الأول / ديسمبر عام 1948 ( الاعلان العالمي لحقوق الانسان ) الذي صاغته لجنة حقوق بموجب قرارها المرقم ( 217 ) . واضحى هذا الاعلان احد الوثائق الرئيسية لحقوق الانسان . وقد شمل الاعلان العالمي لحقوق الانسان كافة حقوق الأفراد والجماعات والمتمثلة بـ :-
1) الحق في المساواة .
2) الحق في التعليم .
3) الحق في الحياة والحرية والأمن الشخصي .
4) الحق في الحماية من الاعتقال التعسفي والنفي .
5) الحق في الزواج وتكوين الأسرة .
6) الحق بحرية الحركة داخل وخارج البلاد .
7) الحق في التحرر من العبودية .
8) الحق في حرية المعتقد والدين .
9) الحق في الملكية الخاصة .
10) الحق في حرية الرأي والمعلومات .
11) الحق في التجمع السلمي وتكوين الجمعيات .
12) الحق في الراحة والترفيه .
13) الحق في المشاركة في الحياة الثقافية للمجتمع .
14) الحق في مستوى معيشة لائق .
15) الحق في القيام بالعمل المرغوب به والانضمام الى الجمعيات النقابية.
16) الحق في الضمان الاجتماعي .
17) الحق في المشاركة في الانتخابات الحرة .
18) الحق في الحصول على الجنسية وحرية تغييرها .
19) الحق في الاعتراف بالشخص امام القانون .
20) الحق في التحرر من التدخل في خصوصية الأسرة والمنزل .
21) الحق في اللجوء الى البلدان الأخرى في حالة التعرض للاضطهاد .
فحقوق الانسان عالمية وغير قابلة للتصرف , وتعد جميع حقوق الانسان غير قابلة للتجزئة سواء كانت هذه الحقوق مدنية او سياسية او اقتصادية او اجتماعية او ثقافية . والحقوق متساوية وغير تمييزية تنطبق على جميع الأشخاص .
وتصنف حقوق الانسان الى ثلاثة مجموعات : حقوق السلامة الشخصية , والحريات المدنية , والحقوق الاجتماعية والاقتصادية.