حق الإنسان في الحياة
حق الإنسان في الحياة
بقلم الحقوقيـة: لين ياسر برهم. #
إن حق الإنسان في الحياة هو إحدى أعلى مراتب حقوق الإنسان وأهمها، وهو إحدى الحقوق المدنية، فهو الذي يضمن حق الإنسان في الحياة، وذلك من خلال منع جميع الأفراد والسلطات التعرض لحياته، ومن ضمنهم الشخص ذاته حيث لا يستطيع الفرد إنهاء حياته، و يُعتبر أحد الحقوق الرئيسية الذي تؤكد عليه الشرائع السماوية والدساتير الوضعية، كما ولا يُسمح بتقييد هذا الحق حتى في حالات الطوارئ، كما وأولت الاتفاقيات الدولية لحقوق الانسان الحق في الحياة أهمية كبيرة حيث أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أوجب ضمان حياة الإنسان وقرر منح كل فرد الحق في الحياة والأمان على شخصه والحرية أيضاً وذلك في نص المادة (3) على، وعبّر عن ذلك أيضاً العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية في المادة (6/1) : حيث نص على أن الحق في الحياة هو حق ملازم لكل انسان ومن واجب القانون حماية هذا الحق ولا يجاز حرمان أحد من حياته تعسفاً.
ماهية حق الإنسان في الحياة:
إن الحق في الحياة هو حق ومبدأ أخلاقي يستند إلى أن للإنسان الحق في العيش حياة سليمة وكريمة تنعم بالحرية وعدم التعرض للقتل من قبل إنسان آخر أو أي تعدي يمس به حيثُ وجد من أجل صون حقه بالحياة والبقاء على هذه الأرض كي يُعمر بها ويترك الأثر الإيجابي بها وصون كرامته الإنسانية فمن يتعدى على حق الإنسان بالحياة كأنه تعدى على كرامة الإنسان وأهم حقوقه.
وبهذا يكون أوجب أن يكون للإنسان الحق في الحياة، ولا ننسى أن القانون يحمي هذا الحق، فلا يجوز سلب هذا الحق وحرمان الفرد من حياته بشكل تعسفي. كما وجاء في في العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية أيضاً نص عن الحكم بعقوبة الإعدام جزاءً لجرائم شديدة الخطورة ووفقاً للتشريع النافذ وقت ارتكاب الجريمة على شرط ألا يخالف أحكام هذا العهد والاتفاقية، وهذا النص يكون في البلاد التي لم تقم بإلغاء عقوبة الإعدام، وتطبيق عقوبة الإعدام لا يجوز سوا بحكم نهائي صادر عن محكمة مختصة. من حق كل فرد أن يتمتع بحقه في الحياة على قدم من المساواة ومن غير تمييز أو تفرقة.
خصائص حق الإنسان في الحياة:
- يعتبر من الحقوق اللصيقة بالشخص فلا يجوز أن يتنازل الشخص عن حقه في الحياة ولا يجوز المساس بهذا الحق.
- ويكون حق الإنسان في الحياة من وهو في بطن أمه.
- ويستمر حق الحياة للإنسان حتى بعد وفاته.
- وإن حق الإنسان في الحياة ليس مطلق بل ترد عليه استثناءات.
استثناءات على حق الإنسان في الحياة (القيود المفروضة على هذا الحق):
- عند ارتكاب الشخص جريمة معاقب عليها بالقتل أو الإعدام فينتهي حقه في الحياة.
- عند ارتكاب شخص جريمة إبادة الجنس البشري فعند ذلك يجوز للدولة إنهاء حياة هذا الفرد وذلك وفق حكم قضائي عادل.
- عند استخدام الشخص ضده حق الدفاع عن النفس فينتهي حق الشخص في الحياة طبقاً للقوانين النافذة.
- تعمل الدولة على تعبئة المواطنين للدفاع عن دولتهم في حالة الحرب حتى لو أدى ذلك إلى إنهاء حياة العديد من مواطنيها.
- عند إصدار السلطات المختصة أمر فيجوز إنهاء حياة الشخص.
- وممكن أن نعتبر أن تحديد عدد المواليد في بعض الدول قيد على الحق في الحياة.
عقوبة الإعدام والحق في الحياة:
وأجاز أيضاً العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية الحكم بعقوبة الإعدام لكن وفق ضمانات: أن يكون الإعدام في الجنايات البالغة في الخطورة وبما هو مقرر في التشريعات النافذة في وقت ارتكاب الجريمة، ومن خلال حكم بات و نهائي يصدر عن المحكمة المختصة، و من يحُكم عليه بالإعدام يحق له أن يطالب بالعفو أو يستبدله بعقوبة وجزاء أخف. ولم يُجيز هذا العهد إيقاع عقوبة الإعدام على الأطفال ولا على الحوامل والأمهات حديثات الولادة ونص على الضمانات والأشخاص الذين لم يُجز العهد إيقاع العقوبة عليهم المادة 6 من هذا العهد.
موقف الشريعة الإسلامية من هذا الحق:
أما بالنسبة لموقف الشريعة الإسلامية بموضوع حق الإنسان في الحياة: فقالت أن حق الحياة هو حقاً مقدساً ويجب رعاية هذا الحق، وأن كل قاتل للنفس بغير ذنب تعد جريمته إثماً عظيماً يعاقب عليها في نار الخلود، قال تعالى: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا). (93) سورة النساء. فحفظ نفوس البشر تعتبر من مقاصد الشريعة الإسلامية التي تمنع التعدي على الحقوق وتحفظ حقوق الانسان.
بقلم الحقوقيـة: لين ياسر برهم. #
# عن موسوعة ودق القانونية…