حكومة كفاءات عراقية… ولا دجل وحدة وطنية
حكومة كفاءات عراقية… ولا دجل وحدة وطنية
سمير طبلة
(Samir Tabla)
2010 / 7 / 5
جرّ وعرّ تشكيل الحكومة العراقية الجديدة يتواصل، بل يتعالى، بعد مضي 4 اشهر على انتخابات، تحدى فيها ملايين العراقيين الارهاب، وقدموا شهداء برّرة، لممارسة حقهم الطبيعي في اختيار من يمثلهم لإدارة البلد، بغض النظر عن قانون سرقة أصوات الناخبين المفضوح، وتعمق الاستقطاب الاثني – الطائفي في قاعدة المجتمع. فيما المواطن يتلظى مكتوياً بسبّب فشل حكّامه وفسادهم ولا مسؤوليتهم وأنانيتهم، وحر صيفه، الذي لا يطاق (لا يخاف العراقي جهنم، حسب القول الشعبي!)، وانعدام ابسط مستلزمات حياته الكريمة.
ما العمل، إذن، مع نتائج انتخابات عليلة ولا نزيهة، تعكس أزمة الواقع، وإن راقبها نصف مليون انسان من أربع أركان المعمورة؟
فهذا الموجود، يا عبدالموجود! والسياسة فن تحقيق الممكن. والاحتلالات والتدخلات، المعلنة منها الامريكية، والمستورة الأخطر الإيرانية والتركية، وبدرجات أقل العربية، مؤثرة، بل مقرّرة حسب تصريحات، وأكثر منها أدلة، موثقة.
لا سبيل هنا إلا المطالبة بحكومة كفاءات، والعراق يزخر بها، تراعي نتائج الانتخابات إياها، على بؤسها وتعميق شرذمتها للعراق. حكومة يكون ولائها، عملاً وليس قولاً أجوفاً، الى العراق ولأهله، ومخلصة لهما، ببرنامج عملي ينهي او يقلّل من هذا البؤس، ويقرّ لكل ذي حق حقه. على إشكالية تحديد هذه؟!
أما زعم تشكيل حكومة وحدة وطنية، كما يطالب بها الجميع، وبضمنهم قوى وطنية مخلصة، للأسف الشديد، فلن يؤدي إلا لإعادة نظام المحاصّصة/ الغنيمة البائس، الذي أوصل البلد لهذه الدرك. فإن تشكلت، وبمرارة يُقر بتشكيلها آخر المطاف، فعلى العراقي ان يئن أربع سنوات عجاف أخرى ليتعظ. إن أدرك تشرذمه الحالي وتجاوزه!
وإن صحت الإدانة الإعلامية الزائفة من الجميع لبؤس هذا النظام، فالأصح منها عملهم جميعاً به، لضمان مصالحهم الضيقة، على حساب معاناة ملايين العراقيين المعروفة.
فلا تنهى عن عمل وتأتي بمثله، عار عليك ان فعلت شنيع!
وأنظروا لمصير سلفكم – ايها المتغانمون – إن كنتم تفقهون!
لندن 5/7/2010…… &
&. عن الحوار المتمدن….