عيش في السقوط .. لكسب النجاح
عيش في السقوط .. لكسب النجاح
رشاد الشلاه
2022 / 2 / 4
مواضيع وابحاث سياسية
لم ولن تكن جريمة قصف مطار بغداد فجر الجمعة 28 كانون الثاني، هي الاعتداء الأخير، على واحد من البنى التحتية المهمة، وهي تعكس صراع الدويلات العميقة على ما بقي من الكعكة العراقية والتي لا يهمها مخاطر أفعالها المدانة ما دامت، قد أمنت العقاب. وهي تستقتل، بل تسن مخالبها للحفاظ على غنائمها وزيادتها.
وقد عرفت هذه الدويلات بالسرقات الكبيرة من السحت الحرام المودعة في بنوك الأردن ولبنان والخليج والمدن الاوربية، وبنوك محلية وهمية ومولات ومطاعم فارهة تعود لأشخاص” ليس لهم علاقة” مع اللجان الاقتصادية الممثلة لها.
و سيكون من الوهم تصديق ما يصدر عن المسؤولين الحكوميين أو ممثلي القوى المتنفذة من إدانة وإستنكار لمثل هذا الإعتداء أوغيرها .
الجرائم مستمرة مادام الجناة واثقين من أن لا وجود لسلطة تقدمهم للعدالة لأنهم متوغلون في جميع الأجهزة الأمنية والعسكرية، ولهم ما يحميهم ويدعمهم من عرابيها المتنفذين.
وهنا لابد من أن “يبادر” رئيس الوزراء الى تشكيل لجنة من أعلى المستويات للكشف عن الجناة والجهة التي تقف وراءهم، ونتمنى أن لا يكون مصير تقريرها -إذا صدر- مصير التقارير السابقة بوضعه فوق أعلى رف من الرفوف العالية في مجلس الوزراء، ليتدثر بغبار السكون، مع ملفات اللجان التحقيقية حول خطف وتعذيب وقتل شباب انتفاضة تشرين وقتلة هشام الهاشمي والوزني وغيرهم المئات من المغيبين والشهداء.
وما أكثر ملفات الفساد التي تنوء من ثقلها هذه الرفوف، والتي يرحل البت بها منذ حكومة المالكي ولغاية اليوم.
إن الغالبية العظمى من أبناء شعبنا وهي التي تكتوي بهذا الواقع الفاسد أخلاقيا واجتماعيا، تتطلع إلى اليوم الذي تعاقب فيه هذه الطبقة السياسية التي استمرأت وتنعمت بنظام المحاصصة وتتحمل المأل المؤسي الذي وصل اليه البلد والمنذر بالمزيد من الانحدار، وجعل العراق كأسوأ بلدان العالم في النواحي الأمنية والاقتصادية، وغدا مثلا يشار اليه بالبنان بالفساد، دون أن يستحي قادته من هذا الوصف، بل يتقاتلون على التحكم بمصيره.
القلق مشروع حيال مآل بلد مختطف بأيدي صبية السياسة من السراق وعصاباتهم المسلحة الذين أقروا وبعظمة لسانهم بأنهم فشلوا.
” الانسان الضعيف يصبح وحشا مفترسا أذا أتيحت له الفرصة وإذا كان يشعر بالحقد على الحياة والمجتمع”
اجاثا كرستي……. #
#. عن الحوار المتمدن….