مدنيون : يساريون , علمانيون , ديمقراطيون , تحرريون , جميعا ومعا من أجل الدولة الديمقراطية العلمانية المدنية.
مدنيون : يساريون , علمانيون , ديمقراطيون , تحرريون , جميعا ومعا من أجل الدولة الديمقراطية العلمانية المدنية.
رزكار عقراوي
(Rezgar Akrawi)
برز في الفترة الأخيرة توجه ايجابي كبير ونشط للعمل المشترك بين القوى المدنية من يساريين وديمقراطيين وعلمانيين في العراق. وقد تجلى ذلك في عدد من النشاطات المهمة التي ترفع العمل من أجل التعاون والتنسيق إلى مستويات جديدة مثلاً:
لقاءات سياسية وحوارات ونقاشات فكرية واتصالات بين الأطراف المختلفة , إعلان قوى وأحزاب ومنظمات يسارية وديمقراطية وعلمانية وليبرالية دعمها واستعدادها للعمل المشترك ، والذي سبق وأعقب بدء حملة/حركة “نداء من اجل بناء الدولة الديمقراطية المدنية في العراق” – مدنيون -.
حملة ونداء “مدنيون” التي شارك في إطلاقها الحزب الوطني الديمقراطي والحزب الشيوعي العراقي والحركة الاشتراكية العربية بمشاركة المئات من الشخصيات السياسية والفكرية والاجتماعية، وتبع ذلك طرح مواقف سياسية داعمة وايجابية جدا مثل اتحاد الشيوعيين , حركة اليسار الديمقراطي العراقي , أو إبداء الاستعداد الكامل للعمل المشترك مثل موقف مؤتمر حرية العراق, وكذلك الدور المتميز للكثير من الشخصيات السياسية والفكرية الداعية للعمل المشترك وايجاد بديل انساني اخر للاوضاع في العراق مثل الإخوة كاظم حبيب , سمير عادل , نزار عبدا لله , حميد لفتة , صادق اطيمش , ياسين النصير, قاسم حسين صالح ,عبد العال حراك , عماد الأخرس, فرات المحسن ………… الخ.
إن لأغلبية التيارات اليسارية والديمقراطية واللبرالية العراقية الآن رغبة جدية وحقيقية للعمل المشترك فيما بينها والبعض منها أعلن استعدادا واضحا لذلك و مواقف سياسية ناضجة ومتزنة , ولو – وللأسف – لا يزال هناك نوع من الاستهانة والقصور في فهم أهمية ودور واليات التحالفات السياسية , و كذلك وجود التردد والتحفظ والتعصب التنظيمي والشخصي عند البعض الآخر ، وخاصة في مستويات قيادية، ولكن المواقف بشكل عام تتجه نحو التغيّر وتبشر بالخير.
اعتقد أن الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني المتردي في العراق , والتقارب الكبير والمواقف السياسية الايجابية للقوى اليسارية والديمقراطية والعلمانية , والتوجه المتنامي للقواعد الحزبية والدعم الجماهيري العام للعمل المشترك سيفرض -عاجلا أم أجلا- البدء بالتحالفات والتنسيق و إنهاء حالة التباعد والمنافسة المخلة الذي اضر كثيرا بالتيار اليساري والديمقراطي والعلماني على كل الأصعدة. وقد برز ذلك في الانتخابات الأخيرة مثلاً , إذ فقدت تلك التيارات مئات الألوف من الأصوات نتيجة الاشتراك بعشرات القوائم اليسارية والديمقراطية المتشتتة ، وذلك بتحويل تلك الأصوات إلى القوائم الدينية والقومية الكبيرة , أو بعدم الاشتراك في الانتخابات ومقاطعتها. إن معظم هذه التيارات والقوى الآن متفقة على العمل من أجل دولة ديمقراطية علمانية مدنية في العراق. نعم ، أنه من الواضح ثمة اختلافات في المفهوم وآليات العمل ولكن من المؤكد أنه من الممكن تقليصها خلال الحوار البناء و التنسيق والعمل اليومي المشترك على نقاط الالتقاء.
إن ّ حملة /حركة – مدنيون- هي المبادرة الأولى للعمل المشترك الواسع وهي آخذة بطريق التطور المستمر , كما أنها باتت الآن تحظى بدعم تيار واسع من الأحزاب والقوى الديمقراطية وألوف المواطنين والمواطنات الذين شاركوا في الحملة من مختلف الاتجاهات السياسية ، منهم يساريون , علمانيون , ديمقراطيون , تحرريون , إسلاميون وقوميون متنورون , واعتقد إن بتطويرها وبتحويلها إلى حركة سياسية واجتماعية ستصبح ذات تأثير أكبر و أهمية متعاظمة ، وسوف تتحول إلى واجب و مهمة يتحملها كل ّ من يتطلع إلى دولة ديمقراطية علمانية مدنية حديثة في العراق.
واطرح هنا بعض المقترحات التي باعتقادي انها من الممكن ان تعزز من مكانة الحملة/الحركة وتطورها :
– تجنب فرض أو إعطاء دور خاص ومميز أو قيادي لاتجاه حزبي أو سياسي معين , أو إقصاء تيارات حزبية وسياسية أخرى ومنعها من المشاركة في الحملة/الحركة , ولا بد من تعزيز طابعها الجماهيري المستقل وذات الاتجاهات المختلفة , حيث إن تلك الممارسات الخاطئة أثبتت ضعفها و فشلها وأضفت المزيد من التشتت على القوى اليسارية والعلمانية والديمقراطية في العراق ومن الممكن أن تنعكس بشكل سلبي كبير على الحملة/الحركة وتطورها.
– ضرورة تشكيل لجنة تنسيق معلنة للحملة/الحركة تتكون من الجهات التي أطلقت الحملة , والتي دعمتها أو انضمت إليها فيما بعد , والشخصيات المستقلة. تقوم هذه اللجنة بمهام إدارتها وتطويرها والبدء بمشاريع متعلقة بخط الحملة/الحركة على أرض الواقع ، واعتقد أنه من الضروري للغاية أن تضم ّ تيارات واتجاهات وشخصيات يسارية وديمقراطية وعلمانية وليبرالية مختلفة ومن كلا الجنسين.
– حشد الطاقات لإنجاح الحملة/الحركة وتوجهاتها من خلال دعوة كافة الأطراف اليسارية والقوى الديمقراطية والعلمانية والمعتدلة الأخرى وكذلك النقابات ومنظمات المجتمع المدني للانضمام إلى الحملة ونشاطاتها المستقبلية , ودعمها ، و من الممكن إعلان تحفظاتهم إن وجدت والحوار عليها من اجل تطوير واغناء خط الحملة وحركة – مدنيون -. كما أعتقد أن للكثير منهم مواقف متقاربة من خط الحملة ، من الذين ابدوا الاستعداد للعمل المشترك دون شروط مسبقة من خلال الاتصالات والحوارات معهم أو في المواقف المعلنة.
– تكثيف الحوار والكتابة حول أهمية وضرورة العمل من أجل الدولة الديمقراطية المدنية العلمانية في العراق وحركة – مدنيون- وأهدافها وآفاقها .
– من الممكن أن يكون لحركة – مدنيون – موقع انترنت خاص بها يضم رابط الحملة والمواضيع المتعلقة بها من مختلف الاتجاهات وحتى المنتقدة للحملة بشكل بناء , و لقاءات و حوارات مع الشخصيات والقوى السياسية وعموم المشاركين في الحملة. وان أمكن إصدار نشرة أسبوعية حول الحملة.
– تفصيل الخطوط العامة التي طرحتها الحملة/الحركة وتعزيز وتوضيح خطها السياسي نحو الدولة الديمقراطية المدنية العلمانية ، والتمهيد والعمل من أجل تقوية حركة – مدنيون – تنظيميا وسياسيا وتوسيعها داخل وخارج العراق.
– دراسة التجارب المشابهة للعمل المشترك في المنطقة مثل حركة – كفاية – في مصر والاستفادة منها.. . 🌿
🌿. عن الحوار المتمدن….