موروثنا هويتنا
موروثنا هويتنا
د. محمد الكحط
2022 / 3 / 26
الادب والفن
بقلم: د. محـمـد الكحـط
تمثل ثقافة أي بلد الهوية الأساسية لشعبه، ومن خلال هذه الثقافة ومدى أصالتها وتنوعها وجمالها، يتميز هذا الشعب عن غيره من الشعوب، وسعت الكثير من البلدان الحديثة التكوين بما فيها دول عظمى كالولايات المتحدة الأمريكية بخلق ثقافة خاصة بها، لكنها تفتقر لما هو أصيل وجوهري وعريق، فيما لو أستثنينا ما تبقى من ثقافة أبناء أمريكا الأصليين والذي سعت السلطات الأمريكية لمحوها من الوجود بكافة الطرق غير الرسمية.
وفي مضمار الثقافة ومكوناتها وتفرعاتها المتنوعة والتي لا نريد شرحها هنا، يقف موضوع التراث الإنساني لكل شعب بتنوعاته، القديم والشعبي والحضري على رأس العناصر التي تشكل الهوية الثقافية للبلد، فالمأكل والملبس والفن بأنواعه من رسوم وتخطيطات ونحت وكتابة من أدب وغيره والغناء والمسرح والرقص وغيرها من الأمور الأخرى، على طول العصور لأي بلد هي ما تبلور هوية وشخصية المواطنة.
ان قضية الحفاظ والاعتزاز بذلك التراث الموروث وأحيائه ودراسته والوقوف على جماليته ما هي إلا مسؤولية وطنية جماعية، فنرى الدول المتطورة تبني المتاحف التراثية لفنونها الشعبية وتعتني بالصغيرة والكبيرة، وتنظم زيارات وجولات إجبارية لطلبة المدارس لهذه المتاحف لتجعلهم على إطلاع ومعرفة بتراثهم وموروثهم الشعبي، بل نجد في كل مدينة هنالك متحف خاص بها، وهناك من يعتني بمحتوياته على مدار السنة.
فالتراث وبالذات الشعبي منه هو ذاكرة الشعوب، وهويتها وهو المعبر عن فرحها وحزنها، وهو ديمومة ذاتها.
واليوم وأنا أدخل مؤسسة (إيشان) للثقافة الشعبية أشعر بالزهو والفرح وأنا أشاهد صور لمبدعينا في مجالات مختلفة معلقة، وأجد الدار فيها من الحس والذوق الشعبي الرصين مما يدلل على حرص القائمين على هذا الكيان الجميل على هويتنا الثقافية الجمعية، نبارك ونساند تلك الجهود ومزيداً من العطاء للحفاظ وخدمة تراثنا أي بلدنا….. &
& عن الحوار المتمدن….