( ندعم الشعب ونتفق مع مطالبه المدنية )
سبتمبر 2019
( ندعم الشعب ونتفق مع مطالبه المدنية )
ندوة الحزب الشيوعي السوداني في مهرجان اللومانتيه
عادل عبد الزهرة شبيب / باريس
استضافت خيمة الحزب الشيوعي اللبناني في مهرجان اللومانتيه المنعقد للفترة من 13 -15 أيلول 2019 ندوة الحزب الشيوعي السوداني السياسية يوم الثالث عشر من ايلول 2019 حيث قدم القيادي في الحزب الشيوعي السوداني راشد الشيخ ندوته السياسية التي تناولت الأوضاع السياسية وموقف الحزب الشيوعي السوداني من الأحداث الجارية في السودان .
حضر الندوة اعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي : سلم علي وعمار البياتي وطلعت كريم اضافة الى آخرين اضافة الى السيدة سعاد عضو اللجنة المركزية لحزب الطليعة الاشتراكية في المغرب وحسين قاسم عضو المكتب السياسي السابق في الحزب الشيوعي اللبناني , مع ضيوف آخرين .
في بداية الندوة رحب السيد راشد الشيخ بالحضور متحدثا عن اوضاع البلدان السياسية وعن النظام العسكري في السودان وممارساته القمعية حيث تمت الاطاحة به بالانتفاضة الشعبية. وقدم الشكر للحزبين الشيوعي اللبناني والشيوعي العراقي لدعمهما الحزب الشيوعي السوداني .وبين انه منذ الثالث عشر من ديسمبر 2018 بداية اندلاع التظاهرات الشعبية والتي تراكمت وتزايدت وتمكنت من الاطاحة برأس النظام في السودان , واستمرت الثورة لفترة كان الخارج يراهن على عدم استمرارها. واشار الى انه يتحدث عن الثورة باعتبارها ثورة ولكنها على ارض الواقع لم تنجز شعاراتها , وما حدث في الحادي عشر من ابريل عندما اعلن عن ازالة البشير واستلام السلطة من قبل المجلس العسكري , هذا الأمر كان تراكما بدأ منذ اكتوبر 1989 ومن داخل سجن كوبر وتوافقت اللجان على تكوين جبهة سميت بالتجمع الديمقراطي نتحدث عن الجبهة العريضة للمقاومة السودانية التي ضمت عناصر تقدمية وعناصر ليبرالية , وقد فرض هذا النموذج تعقيدات في الوضع السوداني , وسبق وان تم ازاحة نظام عبود ونظام النميري ولم تبلغ الثورة في السابق مداها اذ لم يكن لديها برنامجا .
موقف الحزب الشيوعي السوداني :
اما بالنسبة الى موقف الحزب الشيوعي السوداني الآن بعد الانتصار وعدم مشاركته في الهيئات السيادية الثلاث , فأشار الى تجربة انتصار الثورة الأولى والفشل في تنفيذ برنامجها في حركة النميري
لقد مضت لحظة الانجاز الثوري وتلك كانت قمة الثورة . واشار الى اساليب النظام السابق القمعية ضد الشعب السوداني والى الوثيقة الدستورية التي تم التوقيع عليها والتي فيها الكثير من النواقص التي هي اشبه بالقنابل . وبين لماذا تخلى الحزب الشيوعي السوداني عن الثورة وهو قد شارك فيها ؟
السودان عندما سقط نظام البشير فإننا نحتاج الى قوانين غير قمعية , وعدالة , وكانت هناك مظاهرات مليونيه دعت الى العدالة من خارج النظام السابق . فنحن ندعم الشعب ونتفق مع مطالبه المدنية والتي لم تتحقق بكاملها الآن . هنالك اشكاليات نسميها بالقنابل الموقوتة فأعضاء المجلس العسكري مازالوا يحتفظون بمناصبهم العسكرية وليس بمناصب مدنية . صلاحيات رئيس الوزراء ووزير الداخلية والدفاع ليست صلاحيات كاملة . فوزير الدفاع هل يتلقى اوامره من رئيس الوزراء ام من رئيس المجلس العسكري الذي يحتفظ بوظائفه العسكرية. المجلس التشريعي الآن مؤجل ثلاثة اشهر . وجودنا في حراسة الثورة واننا مع شعبنا في حراسة قراراته والعمل على تحقيق الشعارات التي لم تتحقق ولهذا لم يشارك الحزب في المجلس ولن نكون جزءا منه. ونوه الى انه سيتم تعيين الوالي وليس بالانتخابات .
كثير من الناس يقولون ان في هذا المجلس شيء من التطور , مؤكدا على ضرورة الاستفادة من التجربة السابقة مع عبود والنميري . وبشكل عام ارتفعت لدى الشارع السوداني نغمة التفاؤل بأن هذه الثورة تختلف عن سابقاتها وكان هناك مشاركة للشباب والنساء, واثبتن النساء انهن جسورات وقائدات بحق وابرزن وجها لم يكم معروفا لدى الناس . نسمع في التواصل الاجتماعي عن اطفال يتحدثون بنضج وهذا لم يكن لدينا عند الصغر, كان النظام السوداني لثلاثين عاما حكما رجعيا وتمكنا الآن من تغيير الوضع وعلينا ان نبقى لحراسة الوضع , بشكل اكثر تخصيصا الشباب ولجان الأحياء واعادة الاحياء للسودان والمطالب النقابية والفئوية , وكان للمرأة دورا مهما في حراسة وصيانة الثورة وان الدولة العميقة في السودان لم تتفكك لحد الآن
المداخلات :
تم فتح المجال لمداخلات الحضور وكانت الأسئلة الموجهة للقيادي راشد الشيخ حول شعارات الجماهير وفيما اذا توجد اشارات في الوضع السوداني لعودة الردة وعودة الامور الى وضعها السابق وسلب مصالح الجماهير , وعن تماثل التجربة بين العراق والسودان والخشية من تغلغل رجال الدين للسلطة. وعن نصيحة الشيوعي السوداني لتلافي الأخطاء في الثورات العربية والتوصيات التي يمكن ان تحقق التلاحم الشعبي لنجاح الثورة .وعن امكانية اقامة الدولة الديمقراطية في السودان حيث ان الخارج لن يسمح بإقامتها بسهولة سواء كانت افريقية او عربية او دولية . وعدم امكانية تكرار تجارب التاريخ حسب قول ماركس , والتأكيد على بقاء الثورة في السودان سلمية . وماهي القضية المركزية الأساسية الآن في السودان .
وأجاب الاستاذ راشد الشيخ على الأسئلة والمداخلات المطروحة حيث قدم شكره للسادة في الحزب الشيوعي العراقي ولطريق الشعب لما قدموه من اسناد للحزب الشيوعي السوداني , مبينا ان السودان لم يخرج من اطار نموذج الاخوان المسلمين , وكانت الأحزاب التي تحكم باسم الدين كانت تحكم بمشاركة قوى اخرى وقد فشلوا في الحكم . وان القوى الخارجية سوف لن تترك السودان , فسقوط النموذج السوداني هو خسارة لهم وسيظلون يعملون في الخفاء غير ان مجهودهم هذا سوف لن ينجح . واشار الى توزيع الحصص الأقرب الى محاصصة الكتل وان البعض من القوى لم يسع لأن يكون له مكانا في السلطة . نحن لم نقبل بالمحاصصة مشيرا الى انها فترة مؤقتة لثلاثة اشهر وذكر بأننا نبذل تجربتنا وان هناك ثلاث هبات شعبية اطاحت بالأنظمة في السودان ولم يتقلد شعبنا السلاح , فالتجربة الاولى لم تنجح لأننا ذهبنا للاستراحة , وفي عام 1965 استلم العسكر السلطة ( سوار الذهب ) ولم ينفذوا ما وعدوا به ومهدوا لعودة الاخوان المسلمين ,وتطرق اوضاع الانتخابات السابقة في السودان المشبوهة . هذه المرة سقط النظام ونعلم ان التركيبة نفسها يهيمن عليها مجلس السيادة , المهم الاستفادة من الأخطاء ومن تجربتنا وهي متاحة للناس .
يظل اعداء التقدم يخترعون الوسائل لمنع التقدم . وحول تكرار التجربة المصرية بين بأن ما حدث في مصر ان السيسي وعسكره انقلبوا عللا سلطة مدنية , وما يحدث في السودان ان السلطة مدنية يريد العسكر ان ينقلبوا عليها . التركيبة العسكرية الآن صارت اكثر تعقيدا في السودان ويمكن للعسكر ان يستخدموا السلاح في أي ظرف كان. فتركيبة القوات المسلحة لن تبقى كالسابق لأن الناس وعوا فالسيطرة والانفراد الذي لديهم سوف لن يمر بسهولة الآن .
اما بالنسبة للقضية المركزية للشيوعي السوداني فهي الحرية والسلام , السلام الآن يسير على نفس الدرب مع الديمقراطية فلا يمكن الحديث عن ديمقراطية بلا سلام ولا ان نتحدث عن سلام بدون ديمقراطية فالشيء الجوهري هو تحقيق هذا الأمر فوجودنا خارج السلطة نحن سندعم الايجابي ونقاوم السلبي وتركيزنا على بناء القواعد الديمقراطية للشباب والنساء.