هل يتعظ المسؤولون العراقيون بعبر التاريخ ؟
هل يتعظ المسؤولون العراقيون بعبر التاريخ ؟
رشاد الشلاه
2005 / 3 / 1
في حلقة دموية، بمعنى الكلمة وهي الاكبر منذ سقوط نظام صدام حسين، ولن تكون الأخيرة في مسلسل عمليات القتل الجماعي التي يذهب ضحيتها وفي كل مرة المواطنون العراقيون، نفذت القوى الظلامية الطائفية الإجرامية المتحالفة مع أجهزة النظام الدكتاتوري السابق وبدعم مادي وتعبوي مستتر وتشجيع إعلامي مفضوح النوايا والأهداف في آن، من قوى وتنظيمات وشخصيات تعتاش على المتاجرة بالوطنية والقومية والدين في الدول المحيطة والمجاورة للعراق، نفذت هذا اليوم 28شباط مجزرة مروعة ذهبت بالعشرات من فقراء وكادحي مدينة الحلة العزل قتلا وجرحا، تحت إدعاء مقاومة قوات الاحتلال !!!. ومرة أخرى وأيضا لن تكون الأخيرة لم يُخدش أحد من عناصر المحتلين بل كانت الأشلاء المتناثرة أشلاء باعة جوّالين وطالبي فرصة عمل ونساء و أطفال. وفي الوقت الذي كانت فيه هذه الوحوش المنتمية زورا إلى فصيلة البشر و التي تفوّق إجرامها بامتياز على جرائم الصهاينة في فلسطين، تخطط وتنفذ هذه الجريمة وجرائم أخرى بدم خنزير بارد كان المسؤولون العراقيون الحاليون والقادمون بفضل نتائج الانتخابات،حفظهم الله ورعاهم، منهمكين في صفقات توزيع المناصب العليا والوزارية وبناء ” بلوكات” التحالفات داخل الجمعية الوطنية، المهم لديهم تأكيد الاستحواذ على غنيمة السلطة. واستنادا على المأثور العراقي القائل ” أحنه ماهمنه الوكت” وفي العجلة الندامة، تمضي أيام و أيام والعراق بدون حكومة جديدة ولا اجتماع للجمعية الوطنية . ومجرمو المقابر الجماعية أما طلقاء أو تحت رعاية فائقة ، والجهاز الإداري الفاسد يبدع في سلب وإذلال المواطن العراقي ، وعناصر أجهزة مخابرات النظام الديكتاتوري عادت إلى مرابعها!! ومجالس الفاتحة على أرواح الشهداء الأبرياء تعمر المساجد والجوامع و الحُسينيّات .
إن خطرا كبيرا يتهدد العراق الجديد القادم ،العراق الذي يرتجى أن يكون بلا فاشية وبلا حروب، حيث يتفنن أيتام النظام السابق في أساليب العودة إلى حيث السلطة ومراكز اتخاذ القرار عبر مسميات متعددة قديمة ومستحدثه. وأجد من المفيد هنا العودة إلى عبرة من تاريخ العراق المعاصر والاستفادة منها، بتذكير القادة العراقيين الجدد من أن أحد الأسباب الهامة في انتكاسة ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 هو اعتماد الحكم الجمهوري على ذات الجهاز الإداري و المخابراتي والعسكري الملكي والذي ظل يتحين الفرص في تشويه الثورة ومنجزاتها وحبك المؤامرات ضدها والتي توجت بالفصل الدموي الذي نفذه حزب البعث بالتعاون والإسناد من المخابرات المركزية الأمريكية في الثامن من شباط عام 1963، فعل تتعظون ؟….. &
&. عن الحوار المتمدن….