الاقتصادية

الانسان أثمن رأسمال

الانسان أثمن رأسمال

• عبد الهادي الشاوي

منذ بدأ الحياة على الأرض كان للإنسان الدور الأساسي او الركن الأساسي من اركان العملية الانتاجية في زراعة الأرض لتوفير غذائه , حيث زرع الأرض وصنع الأدوات التي يحتاجها للصيد وللدفاع عن نفسه , ثم اتسع عقله وتفكيره الى الصناعة فصنع العجلة التي وفرة عليه نقل المواد التي ينقلها من مكان وجودها الى مكان آخر, كما صنع الآلات والمعدات التي يحتاجها في حياته اليومية , كما اخترع الكتابة وتدوينها على الواح الطين بحفرها وكانت تسمى الكتابة بالكتابة المسمارية وفي مصر سميت الهيروغليفية حيث كانت حضارة وادي الرافدين ووادي النيل في الشرق الأوسط والحضارة الصينية والهندية في شرق آسيا.
اذن العملية الانتاجية التي تعتمد على الأرض للزراعة والآلات والمعدات والخامات الطبيعية لم تكن لتصبح صالحة للاستعمال لولا وجود الركن الأساسي فيها الذي هو الانسان
م حيث استصلح الأرض وحافظ على خصوبتها وقوتها الانتاجية باستمرار مع تطور امكاناته العقلية. ان الموارد الطبيعية لم تكتسب قيمتها الاستعمالية والتبادلية بعيدا عن جهد الانسان .فما قيمة الأرض اذا لم يحرثها ويزرعها الانسان , وما قيمة الآلة التي صنعها ما لم يستأنف نشاطه بتوظيفها وادارتها ليوصلها الى قيمتها الحقيقية الكاملة . فالإنسان خالق الخيرات المادية وهو بنفس الوقت الرئيسي في انتاجها .
ومع ازدياد حاجات الانسان للغذاء والمستلزمات الاخرى كان يبحث عن المصادر التي توفر له احتياجاته التي تقوم حياته . وفي مرحلة تطور النظام الرأسمالي وتوسعه على حساب الدول الفقيرة في حياتها والغنية في مواردها اتجهت الرأسمالية لغزو واستعمار الدول المتخلفة والغنية بمواردها الطبيعية.
ان النظام الرأسمالي بطبيعته نظام استغلالي يستنزف ثروات الدول التي استعمرها واخذ مواردها الأولية لصناعاته وخلق من تلك الدول اسواقا لتسويق منتجاته اليها بأسعار مضاعفة قياسا بأسعار شرائها كمواد قبل التصنيع .
من الملاحظ الدولة التي تسعى للتطور والتقدم يجب ان تكون صناعية بعكس الدول ذات النظم الريعية كما في العراق حاليا فمنذ الاحتلال الامريكي في نيسان 2003 الذي نهبت خيراته وبالتعاون مع القوى المتعاونة معه بعد تدمير ما كان فيه من بنى تحتية ومعامل ومصانع حكومية في وقتها متطورة كمعامل الورق والسكر والمنتجات الغذائية والمنتجات النفطية وصناعة مواد البناء كالإسمنت والجبي والطابوق والبناء الجاهز وصناعة وتجميع اجهزة التكييف والتبريد وو …..
الا ان الحاكم المدني الأمريكي برايمر وبالتعاون مع قوى المحاصصة والفساد لم يبقوا للعراق مما كان يمتلكه من مقومات الحياة .
الاستنتاج والحلول :
اولا : يجب العمل على اجراء التغيير الشامل وازاحة نظام المحاصصة والفساد واحلال العناصر الوطنية حاملة الهوية الوطنية بدلا من الهويات الفرعية التي مزقت نسيج الشعب العراقي الذي يجمع مختلف القوميات والأديان والمذاهب المتآخية .
ثانيا : البدء بالاهتمام بالريف ورفع مستواه الى ما هو عليه في المدن .
ثالثا : اعادة تنظيم الجمعيات الفلاحية لتوحيد الفلاحين والمزارعين والاستعانة بالأعداد الهائلة من المهندسين الزراعيين وتهيئة اراضي مستصلحة لهم بعد توفير ما يلزم من طرق وقنوات للمياه واحواض للأسماك والدواجن وتوفير الكهرباء والماء الصالح للشرب والماء اللازم للسقي .
رابعا : دعم المزارعين بسلف زراعية وبفوائد رمزية لا تتعدى 2 – 3 % سنويا .
خامسا : حماية المنتجات المحلية وعدم استيراد المنتجات المماثلة للمنتج المحلي بتفعيل قوانين حماية الانتاج المحلي وحماية المستهلك .
سادسا : دعم المنتجات المحلية لأغراض التصدير لتتمكن من المنافسة كما تعمل دول الجوار .
سابعا : فرض الرسوم الجمركية العادلة على المنتجات المستوردة التي ينتج مثلها في العراق .ورفع نسب المستورد عندما يكون هناك انتاج محلي مماثل .
ثامنا : تفعيل نشاط دوائر التقييس والسيطرة النوعية.
تاسعا : وهو الأهم وواجب التطبيق الا وهو اسناد الادارات كافة في مجالات الأعمال الزراعية والصناعية , والمنافذ الحدودية الى عناصر تحمل هوية العراق وتتمتع بكفاءة واخلاص ونزاهة ولا تأخذها في الحق لومة لائم, وتفعيل قانون من اين لك هذا ؟!
عاشرا : القضاء على حملة السلاح المنفلت والجماعات التي استباحت المال العام والخاص واشاعت الفساد في كافة المجالات .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى