30 يونيو لتحقيق السلام العادل والشامل.
30 يونيو لتحقيق السلام العادل والشامل.
بقلم : تاج السر عثمان
1
من أهداف مليونية 30 يونيو السلام المستدام بتحقيق الحل العادل والشامل الذي يخاطب جذور المشكلة ويرتبط بالديمقراطية ودولة المواطنة التي تسع الجميع غض النظر عن الدين أو اللغة أو العرق أو المعتقد السياسي أو الفلسفي، وتحسين الأوضاع المعيشية وتحقيق العدالة والمحاسبة، وتسليم البشير ومجرمي الحرب للجنائية الدولية، والتنمية المتوازنة ، ورد الحقوق وإزالة المظالم بعودة النازحين لقراهم وتعويضهم، وتأهيل مناطقهم بتوفير الخدمات، وعقد المؤتمر الدستوري في نهاية الفترة الانتقالية لحل قضايا شكل الحكم والدستور وعلاقة الدين بالدولة، والهوّية. الخ.
هذا اضافة لضرورة تكوين مفوضية السلام، وانهاء اختطاف المكون العسكري في مجلس السيادة للسلام، فهو امتداد للجنة الأمنية للنظام السابق الذي تميز بنقض العهود والمواثيق، وضرورة أن يباشر مجلس الوزراء عملية السلام، وضرورة المؤتمر الجامع لكل الحركات وأصحاب المصلحة وجماهير مناطق الحروب والمعسكرات ومنظماتها المدنية في الخرطوم لبحث مسألة السلام والحوار حولها للوصول للحل الشامل والعادل.
اضافة للخرق المستمر للوثيقة الدستورية ” المعيبة”، فكيف نضمن مع هيمنة المكون العسكري تنفيذ الاتفاقات الجزئية التي أكدت التجربة فشلها؟، فالحلول الحزئية والمسارات الحالية تعيد إنتاج الأزمة كما أكدت تجربة 30 عاما من حكم الإسلامويين التي كانت وبالا علي البلاد، فمنذ سطو الجبهة الاسلامية علي السلطة بانقلاب 30 يونيو 1989م، خاض النظام حربا شعواء علي الشعب السوداني وقواه السياسية والنقابية، فتمّ :
- تم تشريد واعتقال وتعذيب الآلاف من المواطنين، وتزوير انتخابات النقابات والاتحادات والانتخابات العامة.
- فرض نظاما شموليا تحت هيمنة المؤتمر الوطني، وأعلن الحرب الجهادية التي اتسع نطاقها لتشمل : جبال النوبا، والنيل الأزرق والشرق ودارفور، وتمّ ارتكاب جرائم إبادة وحرب وضد الانسانية استوجبت تقديم البشير ومن معه للمحكمة الجنائية الدولية.
- نفذت توصيات صندوق النقد الدولي، واندفعت في سياسة التحرير الاقتصادي وتخفيض الجنية السوداني، ورفع الدولة يدها عن خدمات التعليم والصحة، إضافة للخصخصة وتشريد العاملين ونهب ممتلكات الدولة من أراضي وأصول القطاع العام، وتحجيم الفئات الرأسمالية السودانية المنتجة من خارج الحزب الحاكم، وتم تكريس السلطة والثروة في يد الفئات الرأسمالية الطفيلية الإسلاموية، و افقار الشعب السوداني حتي أصبح 95% منه يعيش تحت خط الفقر، وتدهورت الأوضاع المعيشية حتي أصبحت البلاد علي حافة المجاعة وانعدم الخبز، وكان ذلك من الأسباب الرئيسية لثورة ديسمبر التي أطاحت بالبشير، فلماذا الاصرار من وزير المالية إبراهيم البدوي وحكومة حمدوك علي هذه التوصيات الفاشلة؟!!.
- تم تكريس الفساد والتستر علي المفسدين باسم محاربة الفساد!!.
- تم تمزيق وحدة الوطن بفصل الجنوب نتيجة لممارسات النظام الخاطئة واستغلاله للدين في السياسة.
2
تميز النظام بنقض العهود والمواثيق ، كما وضح من الاتفاقات الجزئية التي وقعها مثل:
- الاتفاقات مع مجموعة الهندي من الاتحادي، جيبوتي مع الأمة والتي أدت إلي انشقاق حزبي الأمة والاتحادي.
- مجموعة السلام من الداخل التي انشقت من الحركة الشعبية.
- اتفاقية نيفاشا والتي كانت نتائجها كارثية أدت الي تمزيق وحدة السودان، بعدم تنفيذ جوهرها الذي يتلخص في : التحول الديمقراطي وتحسين الأحوال المعيشية ، وقيام انتخابات حرة نزيهة في نهاية الفترة الانتقالية بحيث تجعل كفة الوحدة هي الراجحة في النهاية، وبالتالي يتحمّل المؤتمر الوطني المسؤولية الأساسية في انفصال الجنوب.
- اتفاق القاهرة مع التجمع الوطني الديمقراطي.
- اتفاق ابوجا مع مجموعة مناوي.
- الاتفاق مع جبهة الشرق.
- اتفاق التراضي الوطني مع حزب الأمة.
- اتفاق نافع – عقار.
- حوار الوثبة الذي تحول لمحاصصة ومناصب .
وكلها اتفاقات وحوارات لم تؤت أُكلها، وأصبحت حبرا علي ورق. ولم تّغير من طبيعة النظام وخصائصه وعقليته الاقصائية والشمولية حتي لو كان علي حساب وحدة الوطن، إضافة لمواصلة التنكر لوثيقة الحقوق في دستور 2005م التي كفلت حرية التعبير والتجمع والتظاهر السلمي، من خلال التعديلات التي كرست لحكم الفرد المطلق.
بالتالي من المهم أوسع مشاركة في مليونية 30 يونيو من أجل السلام المستدام والحل الشامل الذي يشترك فيه الجميع ويخاطب جذور المشكلة… #
#. عن جريدة الميدان السودانية