المؤسسة وسلطتها
المؤسسة وسلطتها
تحاول جامعة الخرطوم جمع كل قوى الثورة من أجل بناء مشروع وطني.. فهل تنجح في ذلك؟
الخرطوم- ماجد محمد علي
في محاولة لاستحضار تجربة (مؤتمر المائدة المستديرة- 1965)، تحاول جامعة الخرطوم استعادة منح كل قوى الثورة ما قد تكون الفرصة الأخيرة لإنجاز (مشروع وطني) يعبر بالبلاد من متاهة الاختلاف، ذلك عبر ملتقى تشارك فيه بجانب الحكومة بكل مستوياتها والأحزاب، حركات الكفاح المسلح ولجان المقاومة والتغيير، وربما تحاول بذلك بناء سلطتها وممارسة دورها المتوقع في الحياة العامة خارج أسوارها.
ويهدف ملتقى البناء الوطني والانتقال الديمقراطي، الذي كشفت جامعة الخرطوم أمس عن انطلاقته السبت المقبل، يهدف لإطلاق عملية تشاورية واسعة بين (قوى إعلان الحرية والتغيير) بمنظورها الشامل، والقوات النظامية وقوى الكفاح المسلح والمجتمع المدني العريض، بجانب الحكومة الانتقالية بمستوياتها، والهدف منه “ضمان نجاح المرحلة الانتقالية والتوافق على أولويات وطنية واضحة تلهم الجماهير وتحشد الطاقات”، كما تقول مديرة جامعة الخرطوم البروفيسور فدوى عبد الرحمن علي طه.
الملتقى الذي عملت على الإعداد له مبادرة أساتذة جامعة الخرطوم منذ 4 أشهر، تضم لجنته العليا خبرات وطنية رفيعة من داخل أسوار الجامعات ومن خارجها، ويرأس اللجنة البروفيسور عطا البطحاني.
وقال عضو تحالف قوى الحرية والتغيير محمد عصمت، لـ(الحداثة)، إن مبادرة الجامعة لا يمكن لجهة أن ترفضها إلا إذا كانت مجردة من الضمير الوطني، خصوصاً أنها تصدر عن مؤسسة رائدة وراسخة في التاريخ الوطني، وتوقع أن تكون المشاركة فيها كبيرة وتسفر عن نتائج تحقق الأهداف العليا وتساعد البلد في عملية الانتقال.
مقرر المبادرة الدكتور محمد عبد الله أكد مخاطبتها لكل الأطراف المستهدفة بالمشاركة وتأكيد مشاركتها، وهي الأحزاب ولجان المقاومة وقوى الكفاح المسلح، بجانب كل القوات النظامية وعضوية مجلس السيادة ورئيس الوزراء، موضحاً أن جلسة السبت المقبل ستكون تحضيرية للاتفاق على الأجندة ومجموعات العمل، على أن ينطلق الحوار في الأسبوع الذي يليه.
وأشار إلى أن الجامعة لن تتدخل ولن تطرح حلولاً مكتوبة أو تحاول فرضها، بل ستسهل الوصول لاتفاق حول قضايا الفترة الانتقالية وما بعدها، وستتيح النقاش حول كل المبادرات المطروحة في الساحة.
فدوى قالت للصحفيين إن الجامعة دعت لعقد الملتقى استشعاراً لواجبها ومسؤولياتها بحكم دورها التاريخي، وأضافت في لهجة يشوبها الغضب “بعد أكثر من عام على نجاح الثورة، لا تزال معاناة أهل السودان تراوح مكانها، النازحين واللاجئين، وفقراء المدن والريف، كل هولاء ينتظرون البدء في الخطوات اللازمة لاستعادة حياتهم المختطفة”.
وأشارت إلى دور الجامعة التاريخي في مختلف الحقب، بداية من مقاومة الاستعمار وتحقيق الاستقلال ومقاومة الشمولية في كل من 1964 و1986، انتهاء بموقف وبيان مبادرة أساتذة جامعة الخرطوم في ديسمبر من العام 2018 والذي وصفته بالمفصلي، قبل أن تشدد على أن موقف الجامعة ومبادرتها لم ينطلق وقتها من الدعوة لإسقاط النظام فقط، بل التأكيد على أن تكون مدة الفترة الانتقالية 4 سنوات.
وتعبّر مديرة جامعة الخرطوم عن قناعتها بأن إسقاط نظام الإنقاذ وفر الظروف الملائمة لاجتماع السودانيين تحت سقف واحد، وأكدت أن جامعة الخرطوم ستوفر لهم مائدة الحوار في القضايا موضوع النقاش، بمساعدة الخبراء الوطنيين من الخرطوم ومن غيرها من الجامعات. وناشدت الأطراف في مائدة الحوار إعلاء روح التوافق، وأن يكون حوارهم في إطار المصالح العليا للوطن، لأن السودانيين في سباق مع الزمن من أجل بناء دولة حديثة تدار بطريقة حديثة.
يشار إلى أن الوثائق المدرجة أمام مائدة الحوار تضم ميثاق الحرية والتغيير، الوثيقة الدستورية، المصفوفة الثلاثية، وثيقة المبادئ فوق الدستورية من الحركة الشعبية- شمال، ووثيقة العقد الاجتماعي من حزب الأمة القومي، ورقة مجموعة رجال الأعمال، وأي وثائق أخرى يتم الاتفاق عليها.
وستقوم الأطراف المدعوة، بعد اكتمال المرحلة التحضيرية، بتسمية ممثليها في مجموعات العمل وفي مستويات التمثيل المختلفة، على أن تقوم الجامعة، ومن تستعين بهم من الشخصيات المستقلة المتفق عليها، بتنظيم وتسهيل أعمال الملتقى، ومن المنتظر أن تقدم مجموعات العمل في المرحلة الأخيرة، ما تم الاتفاق عليه في المرحلة الثانية لقيادات كافة الجهات المدعوة، بغرض الاتفاق النهائي والتوقيع عليها بعد إجازتها….. #
#. عن جريدة الميدان السودانية…