بمناسبة اليوم الدولي للأخوة الانسانية في 4 شباط / فبراير
بمناسبة اليوم الدولي للأخوة الانسانية في 4 شباط / فبراير
• د. عادل عبد الزهرة شبيب
اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 21 / ديسمبر 2020 قرارا بالإجماع باعتبار يوم 4 فبراير / شباط من كل عام يوما دوليا للإخوة الانسانية , اعتمادا على المبادرة التي تقدمت بها دولة الامارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية . وسبق وان وقعت وثيقة الاخوة الانسانية من قبل شيخ الازهر الشريف احمد الطيب والبابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية في 4 شباط 2019 في ابو ظبي كتأكيد على دور الإخاء الانساني في تحقيق الوحدة بين الشعوب وصولا للسلام المنشود . ويأتي الاحتفال العالمي للإخوة الانسانية في اسبوع الوئام الدولي بين الاديان الذي اقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة بالقرار 5 / 65 بتاريخ 20 اكتوبر 2010 ليعزز من شعار الحوار والتفاهم كأحد اهم ابعاد ثقافة السلام ولقاء الاديان .
ان اهم ما جاء في وثيقة الاخوة الانسانية التي وقعها كلا من البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية والامام الأكبر شيخ الازهر الشريف احمد الطيب في 4 شباط 2019 والتي تؤسس لميثاق السلام في العالم ما يأتي : –
1) تعلن الوثيقة ان الازهر الشريف ومسلمي الارض من مغاربها الى مشارقها والكنيسة الكاثوليكية والكاثوليك في الشرق والغرب يتبنون نهج الحوار والتعارف المتبادل .
2) التعهد بالعمل على نشر ثقافة التعايش السلمي والاخاء بين الشعوب .
3) الدعوة للسعي لإيقاف ما يشهده العالم من صراعات وتنافس وحروب وما يحدث من تراجع ثقافي واخلاقي .
4) دعوة المفكرين والاعلاميين والعلماء والمبدعين في العالم ان يكونوا المثال الذي يحتذى وخير من يقود , وعليهم بالسعي لنشر القيم العليا بين الناس من تسامح ومحبة واخاء , كما تؤكد الوثيقة ان الحضارة البشرية ترافقت بالكثير من الجوانب الايجابية في مجالات مختلفة علمية واقتصادية وصناعية , الا انه لا بد من لفت النظر ايضا الى ما رافقها من تراجع القيم الانسانية والاخلاقية وسيطرة النزعات الطائفية وغياب الضمير الانساني والرادع الديني والاخلاقي لتحل المتاع الدنيوية مكان المبادئ السامية , وهذا ما ادخل الكثيرين في دوامة التطرف تعصبا اعمى للدين فضلا عما سببه للبعض شعورا باليأس دفعهم للإدمان وقتل الذات . اما عن كيفية الاحتفال باليوم العالمي للإخوة الانسانية فيتطلب : –
1. اقامة الأنشطة الثقافية من محاضرات وندوات ومعارض تعرف بهذا اليوم واهم اهدافه .
2. المشاركة في الحوار العالمي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي كافة .
3. اطلاق المبادرات العالمية التي تسعى لتكوين اهداف هذا اليوم العالمي وغيرها من الخطوات والمبادرات .
اليوم يواجه العالم ازمة غير مسبوقة ناجمة عن جائحة كورونا والتي تتطلب اتخاذ تدابير عالمية تقوم على الوحدة والتضامن والتعاون المتعدد الأطراف . وعلينا في هذا الظرف الصعب التعاون والتشديد على التوعية بمختلف الثقافات والأديان او المعتقدات واهمية التعليم في تعزيز التسامح الذي ينطوي على تقبل الناس للتنوع الديني والثقافي , كما ينبغي كذلك اسهام التعليم في المدارس على تعزيز التسامح وفي القضاء على التمييز القائم على اساس الدين او المعتقد , حيث ان التسامح والتعددية والاحترام المتبادل وتنوع الاديان والمذاهب والمعتقدات عوامل تعزز الاخوة الانسانية , وعلينا السعي الى تعزيز الحوار بين الاديان والمذاهب والثقافات من اجل تعزيز السلام والاستقرار الاجتماعي واحترام التنوع . فاليوم العالمي للإخوة الانسانية يؤكد ان البشر اخوة في الانسانية .
وفي العراق ومنذ 2003 وحتى اليوم تم تعزيز الطائفية والتفرقة بين المذاهب والديانات وجرى الترويج للطائفية بأشكال مختلفة بما فيها السياسية وتوزيع المناصب على اساس طائفي اضافة الى عدم المساواة بين ابناء الشعب العراقي , الى جانب التكتلات الطائفية في مجلس النواب , وهذا لا يخدم مصلحة العراق والشعب العراقي حيث ينبغي التخلص من النهج الطائفي وبناء عراق موحد بشعبه بغض النظر عن الدين والمذهب والجميع متساوون امام القانون في ظل وطن واحد وشعب واحد . فلنعمل معا من اجل تعزيز الاخوة الانسانية بين العراقيين جميعا بغض النظر عن الدين والمذهب والقومية .