خبراء يناقشون مستقبل الصناعة النفطية في العراق:
خبراء يناقشون مستقبل الصناعة النفطية في العراق:
فرص واعدة وتحديات مستمرة بغداد – السبت، 24 أيار 2025 نظم مركز بغداد للتنمية القانونية والاقتصادية ندوة علمية متخصصة تحت عنوان “الصناعة النفطية في العراق: الواقع والفرص المستقبلية”، وذلك في مقره الجديد ببغداد، بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين في شؤون الطاقة والصناعة. افتتح الندوة الأستاذ ثامر الهميص بكلمة ترحيبية، أكد فيها على أهمية هذا النوع من اللقاءات العلمية في إسناد الحوار الوطني بشأن تطوير القطاعات الاستراتيجية في العراق، لا سيما القطاع النفطي بوصفه الركيزة الأساسية للاقتصاد الوطني.
أبرز المشاركين والمداخلات: شهدت الندوة تقديم مجموعة من الأوراق البحثية والمداخلات النوعية، من بينها:
• الدكتور عبد العظيم الهيمص: قدم ورقة تحليلية شاملة حول واقع الصناعة النفطية في العراق، مستعرضًا أبرز التحديات الهيكلية التي تواجه هذا القطاع الحيوي.
• المهندس موفق صاحب: تناول الجوانب التقنية في عمليات الاستخراج والتكرير، واقترح حلولًا عملية للتطوير.
• الخبير عماد محمد (متخصص في المصافي): تحدث عن ضعف الطاقة التكريرية الوطنية وضرورة بناء مصافٍ حديثة، مشيرًا إلى بعض السلبيات في تشغيل مصفى كربلاء.
• الكاتب الاقتصادي إبراهيم المشهداني: ركز على البعد الاقتصادي لسياسات النفط ودورها في إدارة الموارد.
• المهندس حيدر فخر الدين: استعرض تجارب مصانع البتروكيمياويات في أوروبا وتأثيراتها البيئية.
• المهندس ماهر الكيلابي: ناقش معوقات الجدوى الاقتصادية للمشاريع النفطية، مشيرًا إلى تأثير البطالة المقنّعة على الأداء الصناعي.
• السيد محمد الموسوي: (نائب رئيس اتحاد الصناعات العراقية)، تحدث عن أثر سياسة وزارة النفط عند البيع المشتقات النفطية على الحد من القطاع الصناعي الخاص.
• والدكتور محسن القزويني، وقد عقب عن على العديد من المداخلات. مضمون الورقة البحثية الرئيسية: تحت عنوان: “الصناعة النفطية في العراق: الواقع والفرص المستقبلية”، تضمنت الورقة ثلاثة محاور رئيسية:
أولًا: الواقع الحالي • الاعتماد شبه الكامل على الإيرادات النفطية (أكثر من 90% من الموازنة).
• تهالك البنية التحتية: تقادم المصافي، وتهريب وفقدان الغاز المصاحب.
• نقص مزمن في الطاقة الكهربائية، مما يعوق نمو الصناعات المرتبطة بالنفط. ثانيًا: الفرص المستقبلية
• امتلاك العراق احتياطيات نفطية مؤكدة تفوق 145 مليار برميل، ومناطق غير مستثمرة.
• إمكانية رفع الطاقة الإنتاجية إلى 8 ملايين برميل يوميًا خلال العقدين المقبلين.
• وجود شراكات دولية واعدة مع شركات كبرى مثل توتال، شل، وBP.
• استثمار الغاز المصاحب للحد من الحرق السنوي البالغ 12 مليار دولار.
• تطوير البنية التحتية لزيادة كفاءة التصدير والتكرير. ثالثًا: التحديات
• الفساد وسوء الإدارة أدى إلى ارتفاع تكلفة إنتاج البرميل إلى 12–22 دولارًا، بعد أن كانت أقل من 2 دولار.
• تراجع طاقة التكرير المحلية، واستمرار استيراد المشتقات النفطية بقيمة تصل إلى 3 مليارات دولار سنويًا.
• استمرار التوترات السياسية، وخاصة الخلافات بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان.
• التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة يشكل تحديًا استراتيجيًا للصناعات النفطية التقليدية. أبرز التوصيات:
• التسريع في بناء مصافٍ نفطية حديثة لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
• وقف هدر الغاز المصاحب وتحويله إلى مصدر طاقة محلي.
• تضمين عقود الاستخراج بنودًا ملزمة لإنشاء معامل بتروكيمياوية.
• اعتماد سياسات صارمة لمكافحة الفساد وتقليل الكلف التشغيلية.
• تهيئة بيئة تشريعية داعمة لنمو القطاع الصناعي الخاص. خاتمة التقرير: أجمع المشاركون في الندوة على أن العراق يمتلك فرصًا واعدة للتحول إلى أحد أهم الفاعلين في سوق الطاقة العالمي، مشددين على ضرورة تبني رؤية وطنية استراتيجية قائمة على التنويع الاقتصادي، الاستثمار في البنية التحتية، والشفافية، بما يضمن استدامة الاقتصاد وتأمين الطاقة للأجيال القادمة. إعداد: مركز بغداد للتنمية القانونية والاقتصادية بغداد – أيار 2025

