الاقتصادية

مشكلة الكهرباء في عراقنا الحبيب

مشكلة الكهرباء في عراقنا الحبيب

مشكلة الكهرباء في عراقنا الحبيب

عبد الهادي الشاوي

كثيرا ما نسمع ونقرأ عن مشكلة الكهرباء المستعصية في بلادنا وخاصة منذ الاحتلال الأمريكي للعراق في 2003 ولا زالت قائمة . يقولون انها مشكلة كهرباء , والحقيقة انها مشكلة نظام , حيث تم اهدار اكثر من ثمانين مليار دولار على قطاع الكهرباء وهناك ارقام اعلى من ذلك , ولم تر الكهرباء النور . وعندما نتابع الاتفاقات والتعاقدات لحل هذه القضية الهامة , لا نرى جدية في تنفيذ الأقوال والتصريحات للمسؤولين عن هذا الملف الشائك .
فلماذا لا تتم الموافقات على عقود الكهرباء مع شركة سيمنس الألمانية التي سبق لها ان جهزت مصر بكهرباء سدت حاجتها وذلك ببناء ثلاث محطات كهرباء عملاقة حيث انجزت العمل بفترة قياسية لا تتجاوز ثمانية عشر شهرا وبمبلغ 6 مليار يورو واصبح لدى مصر كهرباء تغطي حاجتها مع وجود فائض , على الرغم من ان حاجة مصر للكهرباء اكثر من ضعف حاجة العراق لها . فلماذا تتعثر الاتفاقات مع الصين لنفس الغرض ؟
ان مشكلة الكهرباء كبقية المشاكل الاخرى , وعلى سبيل المثال الغاز السائل والمشتقات النفطية حيث اننا بلد نفطي ونحرق الغاز المصاحب لانتاج النفط ونستورد الغاز البديل من ايران وبمالغ كبيرة جدا تكلف ميزانية الدولة , ويتم استيراد الغاز الايراني لتشغيل مولدات الكهرباء , كما نشتري المشتقات النفطية من ايران والكويت والسعودية ونحن البلد النفطي الذي يحتل المرتبة الثانية في العالم بعد السعودية , فماذا يعني ذلك ؟ فلماذا لا نشغل مصافينا النفطية ونقوم بتأهيلها ونستثمر نفطنا ونحوله الى مشتقات نفطية لسد الحاجة المحلية وتصدير الفائض منها, حيث ان هذه العملية يمكن ان توفر لنا العديد من فرص العمل للعاطلين وتخفيف البطالة التي انكت شبابنا.
ان تفعيل مصافي النفط الموجودة في عدة محافظات وبطاقات انتاجية عالية توفر المبالغ الخيالية من العملة الصعبة التي ندفعها الى ايران وغيرها من اجل الحصول على تلك المشتقات النفطية واستيراد الغاز السائل .
اذن المشكلة ليست مشكلة كهرباء وانما مشكلة نظام درج على تدمير الاقتصاد العراقي واهدار مليارات الدولارات بتحويلها الى خارج العراق , الى جانب الفساد المتفشي الذي يقضم جزءا كبيرا من مواردنا دون الاستفادة منها . بالوقت الذي لو استثمرت هذه الموارد المالية الكبيرة استثمارا عقلانيا لتمكن العراق من القضاء على كافة المشكلات المختلقة من قبل المفسدين والفاسدين ولا يمكن معالجتها الا بتغيير نظام المحاصصة الطائفية والفساد الى نظام وطني ديمقراطي حقيقي يحقق العدالة الاجتماعية دون تمييز بين المواطنين ويكون جميع العراقيين متساوون بالحقوق والواجبات من اجل بناء عراق مستقل مزدهر .

٠٠٠٠عن الحوار المتمدن٠٠٠

زر الذهاب إلى الأعلى